تختلف طبائع البشر وطريقة نظرتهم للأمور والعلاقات والحياة بشكل عام … ألم تصادف في حياتك البخيل والكريم .. العصبي والهادئ ؟؟ ألم تتعامل مع صاحب الابتسامة الدائمة أو مع صاحب الكشرة ؟
جرب عزيزي القارئ عندما تواجهك مشكلة ما مع زوجتك مثلا أن تقوم بطرحها على شخص حازم صلب ستجد أن تفاعله مع المشكلة ورأيه قد يختلف كليا عن رأي الشخص اللين لها .. مع أن المشكلة ذاتها لكن طريقة التعامل والنظرة حتما ستكون مختلفة تبعا لطبيعة الشخص .
طبائع البشر حالها يشبه حال الأرض وكلنا نحب الأرض .. أليس كذلك ؟.. لكن هل طريقة سيرنا على الأرض الجبلية هي ذاتها طريقة السير على الأرض الرملية او السهلة ؟ بالتأكيد تختلف كليا وكذلك علينا ان نتعامل مع البشر بطرق مختلفة فليس من المنطق أن نعامل العصبي كما نعامل الهادئ .. او ان نعامل العنيد كما نعامل المطيع .. قد نحب صفة معينة بأحدهم وقد نكرهها لكن في النهاية نحن نؤمن بجمال الاختلاف وضرورته .
لا أدعو الى المجاملة .. ولا اريد منك أن تتنازل عن مبادئك الأساسية .. لكن ادعوك بأن تكون صيادا ماهرا .. نعم حاول أن تصتاد قلوب الاخرين .. أن يشعروا معك بالراحة التامة .. اجعل البخيل يحب أن يخرج معك لأنك تقتصد امامه بالمصاريف رغم كرهنا جميعا لهذه الصفة ولا نقصد بذلك مسايرته كما يظن البعض .. لكن نقصد ان لم تستطع تغيير الصفة فحاول ان لا تحرجه باظهارها .. واجعل الكريم يحبك لأنك أكرم منه .
وليكن تعاملك مع العصبي يروق له فأنت تتعامل معه وتتفهم ان خلف عصبيته طيبة قلب كبيرة .. وليكن للشخص الطموح نصيب من محبته لك فما ان يراك يجد ان الحوارات تتلاءم معه فكلها أحلام واهداف .. ومع البسيط كن كذلك لا تجعله يهرب منك بأن يشعر ان هناك تكلف او تصنع .
أشير مرة أخرى الى عدم التخلي عن المبادئ والقيم لكن عليك أن تجيد فن التعامل مع الاخر ..أن تكون صيادا بمودة ومحبة .. أن تجعل الابتسامة ترتسم على وجوههم بمجرد رؤيتك او ذكر اسمك .. فالحياة مليئة بالمتاعب وعلينا ان نتعامل مع بعضنا البعض بكل حب واخلاق ولطف .