شباك المواعيد / رائدة الطويل

مريضا سرطان..
شاءت الصدفة أن يجلسا بجوار بعضهما.. لينتظرا موعدا من أجل جرعة الكيماوي.. كنت أراقبهما وقد بدا عليهما الإنهاك والإعياء.. كنازحين فقدا آخر قلاعهما بعدما هربا من اليأس وعتمة الموت.. تبادلا الابتسامة.. والبوح المثقل بألمهما المبرح.. وربما حلما مشتركا.. استشاط هو غضبا لأن أحدا أخذ دورها.. وأسرع إلى الموظف الجالس وراء شباك المواعيد ليسترجعه.. ابتسمت هي.. وأورد خداها بهجة وخحلا.. وهي تجد فيه بطلا.. وإن كان مكسور الرمح نازف الصدر.. عاد إليها مادا يده لتتكئ عليه.. وأصر على مرافقتها إلى عيادة الطبيب.. كانا وكأنهما يطيران لا يمشيان على الأرض من شدة الفرح.. في الممر كانا يتحسسان طريقا قصيرا.. جدا.. لقصة حب وليدة اللحظة.. لتائهين.. وجدا في وجعهما المشترك وتدا لفرح “مباغت”..

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

لا ليلنا ليل ولا نهارنا نهار – فاطمة شريح

تستنفزف أعصابنا ...وطاقاتنا ...وتموت بأعيننا كل بهجة أومت لنا بحضور ما ....الا أن هذا الصباح شق من فمي ابتسامة ....استغربها من حولي وقد اعتدوا وجومي وقلة كلامي

%d bloggers like this: