كان ذا صيت وشهرة عالية بين تجار الذهب، وكان كلما دخلت إليه امرأة يغازلها حتى تخرج من عنده، وكان يظن أنه لا يوجد حرج فيما يفعله فهو يقدر زبائنه ويمدحهم، ونسى أن الكلام مع النساء لغير الضرورة ليس من الأدب
وبينما هو جالس في دكانه دخلت سيدة أرادت شراء بعض الأساور، وبالفعل جلست تختار منها وهي في غاية التحفظ ، وعندما اختارت إحداها أخذت تلبسها في يدها لتجربها فلم تستطع، فعرض عليها التاجر المساعدة، وبينما هو يساعدها في إدخال الأساور حتى بادرها بلمسة يده على يديها بطريقة غير مؤدبة تنم عن المغازلة، فما كان من المراة إلا أن قامت فزعة وتركت الأساور وغادرت المحل وهي في حالة كبيرة من الغضب، جلس بعدها التاجر يضحك ولم يلتفت إلى غضب المرأة من أفعاله.
عاد التاجر إلى بيته فوجد زوجته تبكي فسألها عن السبب وراء بكائها فأجابته والدموع منهمرة من عينيها، أنها اعتادت كل يوم أن يأتيها السقا لملء الجرار بالماء، وفي كل يوم يأخذ منها الجرار بمنتهى الأدب وبدون أي مضايقة ويرجعها مرة أخرى إلا اليوم، فعندما هم لأخذ الجرار قم بفعل غريب فسألها الزوج ماذا فعل ؟، فأجابت قام بمغازلتي وضغط على يدي أثناء مناولته الجرار فما كان مني إلا أن طردته، وأغلقت الباب في وجهه ولم استطع بعدها القيام بأي عمل في المنزل فقد أحست بالاهانة من ذلك السقا عديم الأدب.
عند ذلك تذكر المرأة التي كانت في دكانه في الصباح وكيف أنه فعل نفس الفعلة بها وأن رد المرأة كان مماثلاً لرد زوجته فقال قولته المشهورة “دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا”، فقد علم جيداً أنه لو كان تمادى مع المرأة، كان السقا زاد في فعلته.