حروب طاحنة تستعر بين عقلك، وقلبك الذي يحاول دوما الوقوف في صف الدفاع، ولكن العقل لا يرحم؛ فلديه شواهد واضحة في هدم جدران الأمان، وانهيارها.
تأتي دوما وتحضر في بداية الدفاع كالعادة حجة الظروف،
والتي لا تعد سببا منذ البداية. فالأسباب الحقيقية تقف خلف الواهية، تضعها في البداية كإسفنجة لتمتص عنها التأنيب ولتبق هي في السليم، وبعيدة عن الشبهات.
يحزن قلبك كثيرا لأنه في الحقيقة يعلم ماخلف الأكمة، وأن كل المبررات لا يصدقها عقله حتى لو كانت صحيحة.وإنه يكتم الكثير، حتى فاض به الحزن والدمع، وأن فكرة جديدة الآن بدأت تُبنى وترفع أعمدتها، وتدعم نفسها،وأصبحت كل الدلائل في صفها.
يعز عليك موت الكثير من الصدق على عتبات الخوف،دون أن يسمح له بالولوج؛ فقد افتقد القلب عنصر الطمأنينة.وحل مكانه الشك المريب، وبدأ الآن يعيش صراعا من نوع آخر. وصار يتخبط في عرض البحر، وليس له خبرة في السباحة، يتمنى أن ينتهي هذا الحلم المزعج ،ويتساءل متى يعود مرة أخرى إلى شاطئ الأمان؟.
حروب طاحنة – أمنة فاضل