امرأةٌ سرية .. بقلم علا السردي


لكل رجلٍ منا امرأةٌ سرية … و أنا امرأتي سرية جداً كما ملفات المخابرات … كما أرصدة بنوك سويسرا …. كما عوز الفقراء المتعففين … لم يحدث أن قبلتها أو لمستها أو صفعتها … لم تشتكي يوماً من شخيري أو من شتائمي ذات السقف ( العالي ) … لم تشجع ( الريال ) نكايةً بي و أنا البرشلوني المتعصب … تأكل ( الكبدة نية ) كما أحبها … لا تحدث جارات الحي عن مغامراتي في أروقة المعتقلات … ( لا تحبل ) … لا تلد طفلاً مزعجاً يربكني بحمل إسمي المغمور … امرأةٌ مصنوعة من مزيج القهوة المُرة و البسكويت … رائحتها شهية كرائحة الصنوبر في أعالي الجبال … أتسلق شعرها كل ليلة و أعود محملاً بأمنيات الشُهُب … امرأةٌ لا تموتُ فأرثيها مرغماً من أجل مكانتي بين الشعراء … امرأةٌ تعيش جداً …أما أكثر ما يقلقني .. هو حين تعثر زوجتي المتطفلة على بقايا روايةٍ لم تنتهي … فتجد حبيبتي السرية مختبئةً في إحدى الزوايا تبكيني … تمزق زوجتي الرواية بغيظ … فتختفي امرأتي السرية … تماماً كما اختفيت أنا … تاركاً خلفي زوجة ثرثارة و قصاصات رواية و شاهد قبرٍ يحمل إسمي .

المزيد من اعمالها

عن عبدالرحمن ريماوي

شاهد أيضاً

جيج الصمت – وسيلة أمين سامي

ضجيج الصمت سأحكي لكِ ما لم تسمعيه من قبل: ليلةَ عرسكِ، كانت الفرحة تغمر كلَّ من حولك، إلا أنا... كنتُ أتعس إنسان على وجه الأرض. تلك الليلة، هِمتُ على وجهي، وغادرتُ المكان لظلام حزني تحت وهج أنوار عرسك. لقد انتبذتُ مكانًا لا وجهة له

%d مدونون معجبون بهذه: