الغضب المقدّس
في حياتنا، تواجهنا يوميًا عواصفُ هوجاء من استفزازاتٍ ونقاشاتٍ حادّة ووجهات نظرٍ مخالفة أو ظروف مادّيّة صعبة وفشل وغيرها…لكنّها جميعها لا تشكّل الخطر الأكبر على حياتنا ،إنّما الخطر ، يكمُنُ في تأثيراتها علينا وفي تلك العواصف الدّاخليّة التي تثور كالبركان وتغلي في داخلنا …
قد تكون العواصف الخارجيّة قويّة ومخيفة ، ولكن ما يحصل في داخلنا من مشاعر متناقضة يُحيدنا عن مسارنا القويم ، يشتّت أفكارنا ويجرفنا مع التيّار المنحرف . ومن هذه العواصف “ثورة الغضب “. فالغضب انفعال عنيف يأتي كردّ فعلٍ لموقف مزعج أو حدثٍ غير متوقّع ، يؤدّي بنا إلى شكلٍ من أشكال السّلوك العدوانيّ . وقد تنعكس آثاره على صحّتنا عامّةً كما يسلبنا قسطًا من السّعادة ومن راحة البال ، يمزّق الصداقة ويبعدنا عن أقرب النّاس إلينا. فنحن ، عندما نفرغ شحنة الغضب نشعر بالرّاحة للوهلة الأولى ، لكن ما إن نهدأ ونعود إلى وعينا حتّى ندرك تمامًا أنّ ما صدر عنّا من أفعال وأقوال سيّئة سيخلّف ندبات لن يمحوها الزّمن ولن تشفيها كلمات الاعتذار كلّها ، وعندها لا ينفع النّدم..
لذا ، فلْنَنْفعل برُقيّ ولنغضبْ بمحبّة ولنثُرْ بتعقُّل حتّى يكون غضبُنا مقدّسًا ، يُثبت حصاد تربيتنا ورقيّ أخلاقنا .
دلال حدّاد
في ٢٠١٩/٤/١٦