العشاء الأخير
على جدار مطبخ كنيسة سانت ماريا في ميلانو رسم الفنان العالم ليوناردو دافنشي لوحته الشهيرة ” العشاء الأخير ” بطلب من حاكم ميلانو آنذاك، والتي استغرقت ثمانية عشر سنة حتى أنجزت.
لقد كان ليوناردو معتادا أن يرسم وأمامه موديلا ” شخص حقيقي ” تتناسب أوصافه مع فكرة اللوحة ، لذلك أخذ ليوناردو بالبحث عن شخصيات تناسب صفات السيد المسيح وتلاميذه حتى استقر على إحدى عشرة شخصية إلا شخصية يهوذا لم يجدها فأجلها .
أما الشخص الذي تم اختياره ليكون في دور السيد المسيح فكان عمره تسع عشرة سنة وبصفاته الجميلة والتي نعرفها ، لغاية اليوم تُصور السيد المسيح في الكنائس الأوروبية .
مضت السنوات الثمانية عشرة ولم يتبقى إلا أن يجد الشخصية التى توحي ملامحها على الخداع والخيانة والقساوة والتي تمثل شخصية يهوذا الاسخريوطي، فقيل له أن هناك في سجن روما تقبع ضالته ، وهو محكوم بالإعدام لجرائم ارتكبها .
حين التقاه كان هو من يبحث عنه فطلب من الحاكم أن ينقله إلى ميلانو ليُتم الجدارية وتم ذلك ،عندما انتهت اللوحة طلب إعادة المجرم إلى مصيره ، إلا أن هذا الشخص قد طلب من ليوناردو بأن يتوسط له بتخفيف الحكم ، فرفض ، فقال ألم تتذكرني ؟ ، أنا من كنت هنا ترسمني قبل ثماني عشرة سنة ، أنا من رسمتني بشخصية المسيح.
العبرة من سرد القصة هي أن الإنسان نموذج متغير الطباع والسلوك وحتى الملامح إلا من رحم ربي