البِطانة و ما ادراك ما البِطانة/ سامية حماشة

حاشية الانسان التي تحيط به و صحبه و رفاقه و بيئته و أهله الذين يعملون عمل المستشار .. ينصحون و يأمرون احيانا و ينهون احيانا اخرى .. انهم عقل الانسان و جوارحه الذين يأتمر بأمرهم و ينتهي بنهيهم .. عصابة رأسه حين التوجع و الألم .. ينحاز لملاحظاتهم تلقائيا.. ما ان يلقي احدهم بملاحظة عابرة او فكرة او رأي .. حتى نجده يتبناه بكل احترافية و بكل ذاتية فيغدو المدافع عن هذه الملاحظات بل و تصير احد اهم طقوس حياته .. ان التماهي بالبِطانة امر شديد الخطورة تماما كما أنه شديد النفع للانسان و حياته الاجتماعية ..
كثير من علاقات الزواج باءت بالفشل او تقلدت نياشين الاتفاق و الوفاق .. لأن ” البِطانة ” اوصت بذلك .. علنا او من وراء حجب .. كثيرٌ من الأصدقاء ذهبوا الى المريخ .. او صاروا في مهب الريح .. لأن ” البِطانة ” اوعزت بالنصح من فوق الطاولة او تحتها … كثير من الابناء و الآباء يخوضون حروبا ضروس لأن ” البِطانة ” تحدثت عن تجاربها فنفثت الوصايا العشر بضحكة او بتجهم وجه يكاد يصرخ .. كثير من الصبايا و الشباب تعرضوا لكثير من الاختيارات و الاختبارات الصعبة لأن ” البِطانة ” كانت بالخلف او الامام تدعم او تمنع
و هكذا هو عمل ” البِطانة ” .. كعمل البطّانية نشدها احتماءاََ من البرد .. و ربما نضعها فوق رؤوسنا كمظلة نتقي بها شر الشرد .. فإذا كانت هذه البطانية متقنة الصنع حسنة الحياكة نجت و انجتنا و إلا ف المتغطي فيها بردان و قد يشتد البرد لدرجة الموت ..
لهذا ف ” البِطانة ” و التي خاصة الخاصة علينا ان نمعن النظر كثيرا في اواصيها و اوامرها و نواهيها كما علينا ان نكون امناء فيما يصدر عنا من قول او عمل .. فإن المتلقي على اهبة الاستعداد لتبني الأقوال والأفعال .. ذلك لأن بعض التعلم من هذه البطانات قد يأخذ الانسان الى مقتل او مأزق ..

Read more

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

ندامة الكسعي - مما اعجبني

مت أنا وعاش أخي – مما أعجبني

مت أنا وعاش أخي ..من الأدب الإسباني ..يعتبر الكاتب الإسباني رافاييل نوبوا من أشهر الروائيين الاسبان، أحب الأدب والرواية منذ صغره

%d bloggers like this: