استيقَظَت “رِيمْ ” و هي تُحاوِل تَمَالُكَ أَنفاسِهَا ، أخذَت تَتَحَسَسُ مَوضِعَ قَلبِها الذي كَادَ يَتعثَرُ بِفوضَويَة النَبضِ .. أرادَتْ لَو تَشرَبَ بعضَ المَاءِ ، أَخذَت تَبحَثُ عَن كَأسٍ كَانت وَضَعتهُ قُربَ سَريرها ، التَقَطتهُ و سَكَبَتْ الماءَ على وَجهِها ، عَلَّها تَمحِي ذاكَ الشُعور و تَصحُو .. رَفعَتْ رَأسها إلى السَماءِ بِأُمنيَّةٍ لَمْ تَدري بِما تُذَيِلُها ، و أَطرَقَتْ مُطأطأَة إِيَاهُ فَجأة ، و إِذْ بِقَرِنِهَا يَهمي إلى الأرضِ..!
أَمسَكتهُ بِيدِهَا و رَاحَت تَتأكدُ مِن فُقْدانِهَا لَهُ بِلمسِ مَوضِعهِ ، شَعرَت بِهُدوءٍ أَشبَهَ بِالبَردِ يَطالُ غَفْوَتها ، تَراءَتْ لهَا خَيالاتٌ مُشبَعَةٌ بالنُجُومِ .. وبَدا صَوت “ارام” يُنَاديهَا مِن بَعيد ، فَأَغلَقَتْ عَينيها عَلَّها تَراهُ .. لَكِنَّ صَوتَهُ كان يُسافِرُ أبعدَ ، و كُلَّمَا حَاولت اللحَاقَ بِالصَوتِ .. بَدَتْ عُيُوُنَها أثقَلْ ، أدرَكت أَنَها بَاتَت كَائِناً مَنْقُوصَاً ، مَشبوهَةً بِالحُزنِ .. مَسكونَةً بِالعَجزٍ ، و نَامَتْ .