أيطفئون النهر ..
ناطور الأمل أشبه بعود أكلته دابة الأرض، نجمه ضرير
فرح أصاب أعراس المشكاة
أيكون من الناجين
لوثة تفرش البحر رخواً
رغيف محبوس في ثقب ناي
أي جرح هتم عذرية اللبُ
أيسقط من صراط الضيم
لا شروق يشكل الضوء
تراجيديا تنظم الفجر
ريح “يوسف”مكسور في قعر لجه
ودق البشارات يوزع نور الحياة في جوف الليل
نحن هنا أمام نص شعري نثري عبارة عن خلية مسكونة بالأسئلة والقلق الممضّ والإيحاءات التي تشير الى تلك الفجيعة الفردية والجمعية المحملة بالمجاز عبر اول كلمة تم اسقاطها وتأويلها ، فالشاعرة بسمة ألق تبدأ باداة استفهام محملة بالسخرية الصارخة والتي تحمل شحنة اسطورية متوهجة تفتح ذاكرة المتلقي على علائق الأحداث وتفاصيل الجرح عبر تناص موفق مع سيدنا يوسف وودق البشارات، فالنهر هنا أكثر من ماء ومن انطفاء، بل كان رمزا غزير الدلالة يقتنص من جسد النص ليتدفق باحداثيات من الواقع الفردي اليمني والجمعي العربي والكوني بنبرة حادة ولغة واخزة رامزة ودالة، تتجاوز برودة البحر الرخو وسطحه الاملس الكثيف ليفجر ما تختزنه ذات الشاعرة من ضوء وشروق في زمن العزلة والانكفاء الجمعي للأمة وساستها. عبر لغة شديدة الإماءات يسكنها القهر الإنساني حتى الأقاصي.
شاعرة استطاعت ان تربكنا جميعا وهي تشحن نثيرتها بالأسئلة المتسارعة والاستنكارية مشوبة بالحيرة والقلق والأنتظار : أيطفئون النهر
أيكون من الناجين
أي جرح هتك عذرية اللبّ
ايسقط من صراط الضيم ؟؟؟
ومن خلال شلال هذا الكم الوفير من الأسئلة ترتفع بسمتنا الى ذروة وجدانية عالية وحركة صوتها عالٍ متفجر ومتمرد ومغامر .
ان ما تفعله القايد ليست لعبة مجانية ،بل هي أحد مقومات الرؤيا والرؤية وعجينتها الحارقة برغيف محبوس في ثقب ناي ، أيسقط في صراط مستقيم ؟!
انها تجسيد لعذاب النفس وضغوط الحياة وانكساراتها وخيباتها نسج على شكل شعري تتحول فيه الأشياء والافكار الى طينة تتسع لتراجيديا تنتظر الفجر والى ودق البشارات الذي يوزع نور الحياة في جوف الليل.
لغة بسة ألق لغة حادة تمشي على حواف السيف ، ومزاجها نافرا.
نحن هنا امام قصيدة الصورة والمشهد المشتبكان بوجع الروح والترقب والحذر.
شاعرة تزرع من صخر يمانها النثر أزهارا مترفة رغم حدة الألم الذي لا يهدأ، عبر صخب يلهب نار الحرف ويعزف على وتر الجمال شكلا ومعنىُ ، هي نثرية البشرى والأمل والتأمل والشحن الحار البليغ والمتصل بالمجاز والبلاغة والرؤى المتشابكة …نص يستحق الحياة لانه يكتبنا يوجعنا بوركت ايتها الابنة الماجدة
ناطور الأمل
أشبه بعود أكلته دابة الأرض
نجمه ضرير
على استواء الخط وتعاريج الهوام
عنوة يعلن بيان المشانق مختوماًبالشمع الأحمر
يحدثني سراً عن قرح أصاب أعراس المشكاة
أيكون من الناجين ؟
حافياًيسند ظله على بحر الليل الضائع
استسلام اليائس
آيل للسقوط
لوثة تفرش البحر رخواً
كل المواقد مطفأة
رغيف محبوس في ثقب ناي
كلما أهتز القصب سقطت روح ودمعة
سعير العذاب يحكم قبضته
أي جرح هتك عذرية اللب ؟
مضرج بآسن الرؤى
يطأطيء منكبيه
مخلب مسنون حتى اقاصي العظم
نافخ الكير في دلاء الأفاعي
يوصد سماوات النجاة
زمهرير ونار ولادة عسيرة في براري عجاف
مخضب ورد النور بالعبوس الأليم
دم مهراق في رحم الغيم
فقاقيع الظلال ناكرة اليقين
وبقايا دوري في غار الضوء يقيم الصلاة أيهبط وحياً؟
قوارب الموت تنادي مهزومين يا الله بغيب الضفاف
نضمد الدم بالدم في واد غير ذي صوت
خرم إبرة يلفظ ضراعات تتكاثر
آه ياضيق الوسيعة
دافقات الريحان رهن أصابع العسس
يعلقون على لسان الحق مغلق لسرمدية القهر
أيطفئون النهر؟
تراب مريض
مفقوء العين
يضخ مر الغيبوبة في عروق الضمير
أيسقط من صراط الضيم؟
الطل كفيف ومسرجة عيون القيض
علقم يخرس صفارة الأنذار
استسقاء سياج الرماد عند شجرة اللاعودة
يرسم الأمان على جدرانها الهشة
محشوة بالسكب الغزير
ترمق عصارة المقل عند باب العتمة
رجيف تناهيد و أمنية صقيع يجز الرقاب
طريد الحلم أفلت هويته عند وسم الشتات
مطحونة جماجم الميزان
لاشروق
لانسل للضوء
تراجيديا تنتظر الفجر
أنبحث في خارطة الماء عن قبة شيدها الحلم سراباً ؟
ريح يوسف مكسور في قعر لجة يلملم الرفات
وغرابيب سود من قرأ عليها تعاويذ مثقوبة البصيرة؟
يقول الراسخون في التأويل
ودق البشارات يوزع نور الحياة في جوف الليل ..