أين أمي ؟!….
في كل ليلة أغيب في ردهات العتمة ورحلة الغياب , قبل أن يعانقني ضوء الصباح ينبض قلبي , أبحث عن أمي , أرفع رأسي من على وسادتي أسأل ” أين هي ؟!.. ” أين ذهبت أمي ؟!… كانت هنا , أزيح وسادتي , أركنها على حافة سريري , أريح رأسي على حوافه الخشبية وسؤال يسكن روحي ” أين ذهبت … أين ذهبت أمي ؟!!.. ” هاتفي النقال يمر به نور , أعرف أنها رسالة وصلت لتوها , أفتح هاتفي , يصلني صوت ” مي ” تريد أن تقول لي ما رأته في حلم سكن اليها , عبر رسالتها الصوتية تناثرت بقايا صور أسمعها تقول لي :
” كنت أنا وأختي ” رنيه ” التي رحلت عنا منذ زمن , أقف أنا وهي بباب دارنا حيث ” غزة ” الحبيبة , أخبرها أنك قلت لي أن بيتكم ومكتب والدك تم تدميرهما , ما أدهشني أنني كنت أرى كل ما حولي كما هو , لا شيء تهدم في المكان , عبرت إلى بيتنا أنا ورنيه , وبعد قليل قلت لها : ” أنا مثقلة بالهم أحتاج لأن أذهب إلى بيت ” بشرى ” أقمت طولي ومضيت حيث داركم , لم أمش خطوات كعادتي لأصل اليك , بل قطعت مسافات طويلة حتى وصلت إلى بيتكم والذي هو يبعد عن بيتنا أمتار , حين وصلت اليكم لم أجد بابا ولا أسوار تحوط الدار , رأيتك من البعد تجلسين بجوار والدتك , لا يظهر منك سوى ظهرك , كنت تبكي , والدتك ابتسمت لي , كان في يدها طفل صغير , أجلستني الى جوارها وهي تربت على كتفي , وأنت لم تتوقفي عن البكاء , كنت غارقة في حزن بحجم فضاء الكون …
ما أن أفقت من حلمي حتى وصل الينا خبر تدمير بيتنا وتجريف بيتكم , لم يبقوا على الأخضر , الأخضر تم اغتياله …
ويبقى لي بقايا من ضوء الصبح , ونسمات من روحي أمي تهدهد وجعي , أعانق نور الصبح أبحث عنها ” أين أمي ؟!… أين أمي ؟!!.. “
بشرى أبو شرار
*** *** 28\12\2023