أنت في عداء معَ الكتابة عندما تكون عاديًّا، لا فرحًا ولا غاضبًا، لا حزينًا ولا مستفزًّا، عندما تهجر حوافّ الأحاسيس الحادّة وتستقرّ في وسطها، عندما تكفّ عن التأرجح بين الاقتراب من نار رغبتك والابتعاد عنها، فتسكن في مكانك لا تلسعك حرارة الاقتراب ، فيحترق قلمك ألمًا، ولا تتجمّد مِن البعد ، فتبكي الدفء ويلتهمك الشوق.
لن يطيعك قلمك عندما تتوقّف عن الركض خلف حلم انتهى أوان تحقّقه، عندما تستسلم وتتقبّل فتات الحياة بلا اعتراض، عندما تتبلّد أحاسيسك فلا تُحرّك جُرعةُ الأخبار اليوميّة المغمّسة بالقهر ساكنًا فيك، فلا يثور ماردُ ضميرك غاضبًا؛ لأنّه بعد كل ثورة يتقزّم فأرًا لا حول له ولا قوّة.
عندما تتمرّس على الهروب، فتهرب مِن مشاعرك وأفكارك وأحلامك، وتسير بعكس اتّجاه روحك وقلبك.
سيجفّ الحبر عندما تتجنّب مُصارحة نفسك والسكون لها؛ خوفًا مِن أنْ تطرق ذكرى باب عزلتك، فتمتدّ لك يد الحنين لتغرقك في وحل اليأس مجدّدًا.
أنتَ في عداء معَ الكتابة ومعَ نفسك عندما تكفُر بالأمل