أنتَ المستحيلْ / عاطف سالم ابوبكر

[الشهيد مهنّدٌ الحلبي:أنتَ المستحيلْ ]مفجِِّر انتفاضة السكاكين-بالقدس في٢٠١٥/١٠/٣م—————————-أمْضى مِنَ السيفِ الصقيلِ مُهنَّدُ

وهيَ السيوفُ القاطعاتُ تُخَلَّدُ

فاكْرِمْ بمَنْ سمَّاكَ باسْمِ سيوفنا

هل كانَ يدري ما يُخَبؤُهُ الغَدُ؟

اللهُ أكبرُ قالها ويمينهُ

راحَتْ تُمزِّقُ منْ بأمسٍ عربَدوا

خاضَ الصراعَ ولم يكنْ مترَدِّداً

بل كان ناراً كالصواعقِ تُرْعِدُ

مستوطنونَ كما القطيعُ سلوكهمْ

حتّى على طفلٍ وليدٍ يحقدوا

هل تذكرونَ (علِيّنا)ذاكَ الذي

سرقوا طفولتهُ ولم يتردَّدوا؟

فاشسْتُ ،منْ صخرٍ أقولُ قلوبهم

تهوى الدماءَ وللمذابحِ تعْبُدُ

مَنْ لمْ يزلْ يدعو لسلمٍ بيننا

لعَنَتهُ أُمَّتنا جهاراً فاشْهدوا

فأُلاكَ يهدونَ الخصومَ مساحةً

وكذاكَ وقتاً كافياً لِيُهوِّدوا

لا حلَّ إلّا ما أتاهُ مهنَّدٌ

فهيَ الشهادةُ للدروبِ تُعَبِّدُ

كُنتَ المرابطَ عند أوَّلِ قِبْلةٍ

صلّى لها خيْر الأَنامِ مُحمَّدُ

كنتَ المرابطَ في الثغورِ كما الأُلى

في كلّ يومٍ للثباتِ تُؤَكِدُ

لولاكَ لَاخْتَنَقَ الأذانُ بمسجدٍ

والقدسُ ضاعَتْ والأهالي شُرِّدوا

لولاكَ يا ابنَ الصامدينَ وفتية

ٌاللهُ أكبرُ في المعاركُ ردَّدوا

لَاجْتاحَ ليلُ الغاصبينَ لقدسنا

وكأنّهُ ليلٌ طويلٌ سَرْمدُ

منْ أينَ جئتَ بكلّ عزمكَ يا فتى

فلكَ الصدارة كلّ أهلي أفْردوا

شهَرَ المسدّسَ نذْلهمْ فخَطَفتهُ

وأَذَقتهُ ما يَسْتَحقُّ وأَزْيَدُ

ذكَّرْتنا بالخالدينَ مِنَ الأُلى

سعدٌ معاذٌ جعفرٌ أو خالدُ

للهِ درُّكَ كم شرَحْتَ صدورنا

وكم الأهالي في بلادي أُسْعِدوا

أَمهنَّدٌ انتَ القصيدُ وبحرهُ

وجميعنا لكَ يا شهيد سنُنْشِد

ُشعبٌ بهِ مثل الشهيد عزيمةٌ

مَنْ قال يوماً للكفاحِ سيُخْمِدُ؟

ستظلُّ رمزاً لا يموتُ ضياؤهُ

وبِمثلِ نهجكَ للكفاحِ نُجَدِّدُ

جيلٌ بأحجارِ الشوارعِ والمُدى

أضحى لأعداءِ الحياةِ يُهدِّدُ

خَرِسَتْ جيوشُ العُرْبِ مثلَ سلاحها

لكنّ أطفالَ الحجار تمرَّدوا

داروا دواليبَ الزمانِ بكفِّهمْ

وسراةُ أمَّتنا لخصمي تَسجُدُ

ظنَّ العدوُّ بأنَّ شعبيَ مُتْعبٌ

والنارُ أطفالَ الحجارةِ أوقدوا

فانْظرْ لما يجري بأقْصانا فقدْ

للهبَّةِ الكبرى العزائمَ جدَّدوا

فَأَنِخْ لهُ غَيْمَ السماءِ لِيَعْتلي

ولهُ وِسامَ الخالدينَ فقَلِّدوا

يا أوَّلَ الغيْثِ المبشِّرِ شعبنا

أَنَّ انتفاضتهُ أَطَلَّتْ فاهْتدوا

لنْ يحشروا الشعبَ العظيمَ بِقُمْقُمٍ

مهما الحواجز والموانعَ شدّدوا

فالشعبُ أكَّدَ في الصعابِ بأنّهُ

شعبٌ أبِيٌّ في الملاحمِ سيِّدُ

وشهيدنا شقَّ الطريقَ بِدمِّهِ

والجيلُ فيهِ سيهتدونَ ويقتدوا

كم جرَّبوا لغةَ السلامِ وكلّهمْ

كانوا سراباً في الحقيقة يحصدوا

كتبَ الشهيدُ ببَذلهِ برنامجاً

وبهِ الحلولٌ جميعها لو تهتدوا

عرفَ الطريقَ وكانَ غصاً بينما

ظلَّ السُراةُ بِأَيِّ حسمٍ يجحدوا

يا قدسُ عاصمةَ القلوبِ أقولها

إنَّ الغزاةَ على ثراكِ تعدَّدوا

لكنّهمْ مثل السحابِ تشتَّتوا

والكُثْرُ منهمْ في ترابكِ أُلْحِدوا

ها قد ثأَرْتَ أيا شهيد لمنْ قضوا

والمسجدُ الأقصى ومَنْ يتعبّدوا

فعلَ المحالَ مهنّدٌ أعْظِمْ بهِ

وبكلِّ منْ للقدسِ بالروحِ افْتَدوا

فاصْعَد إلى الفِرْدَوسِ صاحِ مُكرّماً

فهناكَ للشهداءِ فيها مَقعَدُ

إصْعَدْ فمِنْ دمِكَ الطهورِ وبَذلنا

سيكونُ ،مهما الليل طالَ، لَنا الغَدُ،،

الشاعر عاطف ابوبكر

 

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

يا نخلةً في مروج الريف تعرفني – هاجر عمر

يا نخلةً في مروج الريف تعرفني قولي لهم إنني أنأى عن المدنِ ففي شوارعها زيفٌ يلوذ به خوفٌ،وفي بحرها موجٌ من الفتنِ

%d bloggers like this: