أنا و العيد و أمي /نبيلة حماني

هو العيد أمُّاه حُزْناً سقاني
و بي يا حبيبةُ مما أعاني
.
أتاني كئيباً يسير جواري
كأنّا .. لعمرُكِ .. متخاصمانِ
.
ترقبته منذ عام طويلٍ
ليرسمَ فرحَتَه في جَنانِي
.
ويمسحَ أدمعَ حزني عليكِ
و يزرعَ في القلب وردَ الجِنانِ
.
أقول أيا عيد كن بي رفيقا
فما عاد في العمر غيرُ الثواني
.
وما كان إلا الأسى و التشظي
فيا عيد كيف أضعتَ الأماني ؟
.
تمر طيوفُكِ قَدَّامَ عيني
فأذكر يا أُمُّ نبع الحنانِ
.
و كيف سقتني يمينك شهدا
و بعدَكِ ماذا سقاني زماني ؟!
.
أعود لطفلة أمسِ ، فأهفو
إليك تغنين أحلى الأغاني
.
و تمسح كفُّكِ دمعة عيني
و تلبسني ثوبيَ الأقحواني
.
فأشعر بالعيد أماه يشدو
و أفرح كالصحبِ كل أوانِ
.
فينطلق الشعر عذبا نديا
ليكتبَ فيك جميلَ المعاني
.
لِمَ العيد جاء غريبا ، و ماذا
يُخبئ لي من ضنىً كي أعاني ؟
.
سأشكو إليك ، و هل لي سواكِ
يخفف حزني الذي قد دهاني
.
أنام على صدركِ الليلكيِّ
فتغمرني دفقاتُ الأمانِ
.
و أنسى الهمومَ التي قد سقاها
بروضةِ قلبي حبيبٌ جفاني
.

و أسعد حين أناديكِ ” ماما “
فإن لها لذةً في لساني
.
فتقبل روحك نحوي سريعا
لتُسكنني كوكباً من جُمانِ
.
و تُبعِدَ قلبيَ عن عالمٍ
سقاني بقسوته ما سقاني
.
يحارب فيه القويُّ الضعيفَ
و يسقيه كلَّ كؤوس الهوانِ
.
و تُذبح فيه طيورُ السلام
قرابينَ للظالمِ الأفعوانِ
.
.
فيا عيد عُد مثل أيامِ أمِّي
لكي ما أحس ببعض الأمان
.
أعدني لعهد الطفولةِ ، إني
أتوق إليه ، و يحلو بياني
.
فينظر لي دون أيِّ حديثٍ
و حزني يزلزل كل كياني
.
و يمضي بعيدا ، و أبقى وحيدا
كأني بِهِ يا أنا ، لا يراني
.

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

يا نخلةً في مروج الريف تعرفني – هاجر عمر

يا نخلةً في مروج الريف تعرفني قولي لهم إنني أنأى عن المدنِ ففي شوارعها زيفٌ يلوذ به خوفٌ،وفي بحرها موجٌ من الفتنِ

%d bloggers like this: