أعذرك ..
الراحة هي المطلب الأهم في أي علاقة نقيمها ؛ ترانا ننجذب لأحدهم ونبتعد عن آخر لا لشيء سوى لاحساس داخلي بالراحة أو عدمها .. وهذه الراحة تعد كأنها معيار داخلي يستند لمشاعرنا وطريقة تفكيرنا للاستقرار مع أحدهم والتقرب منه أو إنهاء العلاقة معه بشكل كلي …
وفي حال أننا تقبلنا الآخر وبادلنا التقبل واستمرت علاقتنا لا بد لهذه العلاقة أن تمر بظروف ومشاكل وعوائق ما .. أتساءل هنا : لماذا نميل في معظم الأحيان إلى معاملة الآخر كما يعاملنا .. إن ضحك بوجهنا ضحكنا له ، إن أهدانا شيئا أهديناه مثله ، إن ابتعد عنا ابتعدنا عنه .. والأمثلة كثيرة سلبا أو إيجابا كانت .. متى سنتعامل مع الآخر بما يتناسب مع طبيعتنا لنقدم ذاتنا كما نحن ولنرتقي بعلاقاتنا نحو الأفضل.
دوما ما يتطلع البعض إلى معاملة المثل إن أساء لي أحدهم اليوم لا بد من أن ارد له الاساءة ولو بعد حين .. ولكن إن قابلنا الإساءة بالإساءة فمتى ستنتهي هذه الإساءة !!!
أليس من الأفضل أن نمد أيدينا مصافحين للآخر ، متناسين زلاته البسيطة .. متسامحين بالقدر الذي نستطيعه ، ولا أنكر أن هناك أخطاء لا يمكن تجاوزها أو مغفرتها ولكن لا أحد معصوم ، نحن أنفسنا نخطئ باليوم الواحد الف مرة ومرة .. إن لم أسامحك وأضع لك مبررات ، أو اتقبل إعتذارك فكيف لي أن أجد من يسامحني أو بأن أملك صديقا من الأساس !!
إن كانت الراحة مطلوبة فالتجاوز مطلوب أكثر في العلاقات كي تستمر .. أسامحك اليوم وتتجاوز عني غدا .. أتقبل وجودك ..و تبرر لي تصرفي .. وتستمر الحياة .. ففي داخل كل إنسان تعرفه انسان آخر بريء جدا ، ومسكين جدا .. جعلته الظروف شخصا آخر ، مهمتي ومهمتك أن نساعده كي يعود طيبا كما كان ، وبريئا كما اعتاد ..
فلنتجاوز عن أخطاء الآخر ، ولنلتمس العذر لمن نعرف … لننشر الحب بين ثنايا علاقاتنا ولنمنح الآخر أسبابا ومبررات لتصرفاته وحينها سنجد الراحة .. سنجد أنفسنا أكثر جمالا … وعطاء… ومحبة… فتنعكس تصرفاتنا على الآخر ليكون نعم المرآة لنا ..
#حنان_القرعان
الخميس 18 تموز 2019