أطفال غزة – د ميسون حنا

أطفال غزة

بقلم د ميسون حنا

أطفال غزة - د ميسون حنا

تلقينا دعوة لنكتب إبداعا لأطفال فلسطين، أعجبتني هذه اللفتة الرقيقة التي قد تتيح لنا أن نعبر عن أحاسيسنا وتعاطفنا مع أطفالنا الفلسطينيين، وليكن إبداعا جميلا، حالما يليق بخيال طفل، لكن هل حقيقة سيتاح لهم قراءة ما نكتب بشغف، هل طفلنا في غزة العزة الذي يقف ست ساعات أو يزيد ليحصل على القليل من الخبز أو الماء، يستطيع أن يتفرغ لنا ليقرأ ما نكتبه له، هل طفلنا الذي أصيب بالقصف الهمجي وجراحه تنزف سيقرأ؟ أو قد يكون تربه قد استشهد أمام عينيه…

طفلنا عندما يُقصف مأواه الذي نزح إليه قسرا ، هل مزاجه يستقبل هذينا وإبداعنا، هل طفلنا الذي استشهد والده أو والدته أو كلاهما يستطيع أن يقرأ لنا؟ طفلنا جريح جراحا جسدية وروحية تبعده عن قصصنا ومسرحياتنا ، هو المبدع الخلاق الذي يكتب تاريخه بدمه، ويجسده أمام أعيننا حقيقة.

طفلنا في غزة بحاجة إلى المأوى، والطعام والماء، متى يتوفر له. هذا سيقرأ، متى يستطيع أن يذهب إلى مدرسته ويتابع تعليمه سيقرأ، متى تندمل جراحه التي حُفرت في ذاكرته وقلبه وأدمته … متى يشفى منها سيقرأ، أما الان فلنشد على يده، ونشجعه، ونهمس في أذنه نحثه فيها على الصمود والصبر والثبات، طفلنا الذي كبر وغادر عالم الطفولة ، أرهقته أعباء الدنيا، وامتص رحيق طفولته الظلم، سرق حلمه الموت الذي يتربص به، دعونا نمسح دمعة سالت على خده، وسنكتب له، سنكتب، ولكن ليس الان، سنكتب له بعد أن يتحقق النصر، حينها سيقرأ ما نكتبه راغبا، أما في هذه الأثناء لو كتبنا نكون قد فعلنا هذا إرضاء لأنفسنا، إرضاء العاجز عن فعل حاسم، تحية لأطفالنا في فلسطين كافة، ونخص أطفالنا الغزيين بتعاطفنا معهم، تحية إكبار وإجلال واعتزازبصمودهم، تحية لهم والنصر آت بإذن الله.

About Abdulrahman AlRimawi

Check Also

الصداقة – أعتماد سرسك

الصداقة الحقيقية لا تقف عند حدود الصمت فأنا أصغي لصديقتي في صمتها فلا تبقى وحيدة ..نتجاوز كثيرا عن اغلاط وهفوات الأصدقاء لأننا بشر ولسنا ملائكة يكفي شعورنا

%d bloggers like this: