أرفض النزول إلى الدنيا / سلطان الركيبات
على سطحِ السَّماءِ رأيتُ طَيفا
يجيءُ إذا يغيبُ الوعيُ كَشفا
ملائكةٌ تَجرُّ بهِ لتحتٍ
ويصرخُ لا أريدُ الطِّينَ لُطفا
كرهتُ كما الحُطيئةِ حَملَ وجهي
فأمطرهُ على المرآةِ تفَّا
بطلَّةِ جبهتي مِنْ رَحمِ أمِّي
تَجلَّى الدَّهرُ لي واستلَّ سيفا
وبشَّرني بأيَّامٍ كظلِّي
وحجمِ مصائبي سيكونُ ضِعفا
“وصعلوكٍ جديدٍ” جاءَ يسعى
لتَنخَزَهُ زقاقُ الرِّزقِ لَفَّا
أهزُّ بنخلةِ الأيَّامِ حتَّى
تعبتُ.. ولا أرى بيديَّ كفَّا
فلا غيبٌ تَساقطَ كانَ قَضبًا
أتاني مِنْ قُطوفِ الخُلدِ قَطفا
وكلُّ صبابةٍ مَرَّتْ خِلالي
بأوقافِ الطُّلولِ تصيرُ وَقفا
مكوثُ رذاذِها كسجودِ سهوٍ
بقيَّةُ جعبةِ اللَّحظاتِ صَيفا
….
ولي وطنٌ مِنَ الفردوسِ أحلى
وشيطنهُ اللُّصوصُ فصارَ مَنفى
على بطني مَللتُ السَّيرَ كُرهًا
كأفعى.. تحتَ خطِّ الفقرِ زَحفا
وأورثني أبي سوطًا وبغلًا
وبرذعةً ودَينًا لن يُوفَّى
وحَيلًا في الصَّباحِ يقومُ قبلي
فيرجعُ في المساءِ وقدْ تَوفَّى
وتفرشُ دمعتي خدِّي لتغفو
وتحضنُ خيبتي جَسَدي لتدفا
….
قصيرُ العُمرِ.. أحلامي طوالٌ
لأبلغَ نصفَها.. أحرقتُ نِصفا
أشدُّ شراعَ عافيتي لعلِّي
أمرُّ بسرعةٍ بمضيقِ (سوفَ)
أظلُّ أجرُّ آمالي أمامًا
فتدفعُني رياحُ اليأسِ خَلفا
ومِنْ ثقبِ الحياةِ أمدُّ عيني
فاركضُ مِنْ غدي المسعورِ خوفا
فليسَ وراءَ تلِّ الغيبِ مرعى
لأيامي.. فنهرُ الخيرِ جفَّا
فليتكَ يا ملاكَ الموتِ تأتي
لأخرجَ مِنْ هُنا.. أحتاجُ حتفا
فثديُ الأرضِ ليسَ بهِ حليبٌ
لشاكلتي.. ولو سأعيشُ ألفا
ولسعُ الموتِ ثانيةٌ وتمضي
لآكلَ بعدَهُ عَسَلًا مُصفَّى