موسم العطش / أماني المبارك

 

ما رأيكَ لو كرّرنا البدايات؟
آتي إليكَ
كسحابة صيف
أمطركَ بالتّفاصيل
أروي لكَ سيرتي الأولى في الماء
وكيفَ اكتشفتُ الصّوت
كلّما تسارع النّبض في لهجة الكلام
كيف عرفتُ معنى الانجذاب لسرّة الحياة
حين كنتُ أبحرُ في الظّلماء.

تعالَ لأحدّثكَ عن رحلة العشق
كصوفيّ يتكوّر لذّة في قرب مشتهى.
عن عزلته أربعين أسبوعا
لينعم بأول صرخة في الضّوء.
الصّرخة المصلوبة
على شواهد مرفقة بأسماء منتظرة.

صافحني؛
بذراعين مفتوحتين لبوّابة السّماء
كيف لهذي الأنهار في كفّينا أن يتحوّل حبرها رصاصًا؟!
أما كانت تصبّ في حواكير القلب كفرات؟
والخيزران على الضّفاف
يلوّح للضّباب؛
أن حان ميعاد المواويل
فأزِل السّتار عن الجسر المملوء بالأسرار
عن رقصة الغجريات على قوارب التّرحال
كحبّات هال يقفِزن فوق العرجون
يجدّف بهنّ فتيان النّخيل
الهاربين من لجّة البلاد
والغيم يجنّ؛
كلّما فاضت الأغنيات من ثقوب الناي.

يا لعنة الذّكرى؛
حين تدّس الملح في الجرح
وتحوّلنا من رغيف لفتات
يا فوضى الملامح
للرؤى المشوّشة
ويا موسم العطش
الجاثم على عين القلب
ماتت الرّغبة؛
لا شيء يستفزّني إلاّ الشيب
الذي يغزو ناصيتي.

حروف على المحكّ
خطر يحدّق بالنّص
لابصيص أمل لنجاة
أغرقُ بأناملي الزّرقاء
وأوراقي؛
تطفو على سطح المعنى!

أماني المبارك

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

نساء القبيلة 2 - أماني حموي

نساء القبيلة 2 – أماني حموي

نساء القبيلة 2 نعم... انا من يقفل باب القصيده السعيده.. بتنهيده.. وافتح باب الحزن على مصراعيه... ادوس الألم كما يدوسني... ولما لا اثقب السفينة.... هكذا ولدتني امي... ارضعتني من نهد العتب حد التعب.. دوما هناك ثقب ما... لم أكن يوما للبقاء سبب... لم أكن وتد..

%d bloggers like this: