ما بين اصدار الحكم وتعميمه .. حنان قرعان

لم يعد أحدنا مسؤول عن ذاته وعائلته وحسب ، بل اتسع الأمر ليشمل جميع من نعرف وليتها مسؤولية بوجه عدل ، إنها مسؤولية اصدار الحكم ونشره ، مسؤولية جائرة لصيد أخطاء الاخرين وتتبع معتقداتهم لتجعلنا نطلق الأحكام عليهم وكأننا نملك المعيار الصحيح الوحيد .

أصبحت أحكامنا على الاخر تنطلق بصورة سريعة فيتم تداولها وكأنها صحيحة او دستور مقدس ، فقد نقول إن ذلك الشخص بخيل مثلا ولعل حكمنا جاء نتيجة تحليل خاطئ او موقف واحد .. لكننا نحكم عليه بالبخل مدى عمره وعمرنا ، فنتعامل معه بكل موقف جديد حسب تصورنا القديم عنه والذي قد لا يمت للحقيقة بصلة .. والأمر يا رفاق ليس مقتصر على إعطاء الحكم الخاطئ فحسب بل ما يزعج بإصدار الاحكام هو تعميمها .

كثير ما نقول : كل الرجال خائنون ، كل النساء كاذبات ، كل الطلبة فاشلون .. والأمثلة كثيرة .. وهنا أتساءل الا يوجد ظلم عند التعميم حتى وإن كان الهدف من التعميم هو تعظيم الأمر والمبالغة فيه ، الا يجرح التعميم احدهم عندما نوجه تهمة لشعب بأكمله نتيجة تصرف طائش من احدهم ، الا تنزعج العائلة عند القول بان جميع الابناء فيها لا يصلحون لشي كون اخ لهم سيء الاخلاق .

يزعجنا كثيرا التعميم ، وبعيدا عن انزعاجنا منه فإنني أشير إلى أن التعميم بصورتيه الايجابي والسلبي أمر غير محبب ، فلنبتعد عنه قدر المستطاع ، كما وعلينا الابتعاد عن اصدار الحكم على الاخر فلسنا القاضي بكل حالة تمر بنا او نسمع عنها .. ولا نملك دوما المعرفة الكافية بظروف الاخر التي جعلته يتصرف شيئا ما دون الاخر .

دعونا نتعاهد على ان نقول الكلمة المناسبة للشخص المناسب متناسين اخيه وابيه وعمه .. فكل انسان مسؤول عن ذاته وتصرفاته ولديه الفرصة لتحسين نفسه ، بعيدا عن ما يقترفه اقرانه او اقاربه .

 المزيد من اعمالها