يقول الباحثون وهم في حقيقة الأمر الباحثون عن المعرفة والعلم وليس الباحثون عن الحب، يقولون يمكن للاهتمام أن يجعل الحب مستمراً وحياً مادام لا يواجه مشكلة مستعصية وما دام الاهتمام مستمراً فالمشاعر الأولية والتي تكون في البدايات تشكل الذكريات التي نحملها معنا فتكوّن مخزناً عاطفياً دافئاً عبر الزمن يمنع انطفاء وهج المشاعر وجفافها ويضفي الحياة على القلب فينيره، لن نصل مع الفلاسفة إلى اتفاق حول مسألة الحب
إذ نضيع بين تياري الحب الذين أنشأهما شبنهاور تحت الإذعان الكامل والسّمو المطلق لروسو أما لوكريس فلقد ذهب الى إدمان العلاقات المفتوحة هرباً من العاطفة المستمرة.
وفي بعد آخر قول لجلال الدين الرومي “مهمتك هي عدم السعي وراء الحب، بل أن تسعى وتجد كل الحواجز التي كنت قد بنيت بينك وبينه”
إنّه لسعي مرهق وراء أحدهم داخل تجاويف القلب الذي أثثته المشاعر الرقيقة كي لا يفجعها الواقع لذا فلنحرص أن نتناول منه حبات الشعور على جرعات تكفينا مرارة الدّواء وتقينا شر العلّة
فالحب الذي قيدته كلماتنا بعد أن كان حراً في فضائه نورانياً كنهر مترقرق في المآقي حتى صرنا موقنين أن كيف يمكن لأحرف أن تصطف بعبارات تغطي مشاعر بديعة جرت على فؤاد أحدهم كماء عذب مصفى فهل يمكن لتلك الأشواق في القلوب الرقيقة الشفافة أن تتجسد وهي وحدها من تستطيع النّفاذ الى ذلك العالم الروحي حتّى وإن كان ذلك عبر الحلم
لذا ستظل القلوب تقطع تلك المسافات التي تفصلنا في هذا العالم حتى نصل هي الأكثر قدرة على تجسيده.