كل من يُحَمّل فوق طاقته يسقط ” سواءً من الناس أو الدواب أو الجماد “
وماشاهده من طنبر المهاجرين المُمتلىء بمادة المازوت أكثر بكثير مما يستطيع أن يجره ذلك البغل الضعيف والهزيل ، الذي وقف وحَرَنَ بنصف الطريق ، وصاحبه يشد برسنه ويصرخ به ويشتمه ليحضه على السير ..الحيوان المسكين يتلفت يمنة ويسرة يحاول أن يتفلت من تلك القيود فلا يستطيع ،أخيراً تناول الطنبرجي حجراً فضرب رأس البغل فأغمي عليه ، وسقط على الأرض ليسيل دمه مع مايحمل من الوقود .
عندها صار الطنبرجي يضرب بنفسه ويشتم حاله ويشق ثيابه على خسارة كل مايملك !!.
هذا الطنبرجي الأحمق، دون إدراك منه كان يزيد البغل ضعفاً وألماً وإحباط ، وأن السبيل لجعله يمشي ويجر طنبره هو التخفيف عنه وإطعامه وإراحته ليتقوى ، لا ضربه و إيذاؤه وتجويعه .

كل من يُحَمّل فوق طاقته يسقط – مما أعجبني
جريدة وإذاعة سقيفة المواسم الثقافية ثقافية ، اجتماعية ، فنية
