رثـــاء الأحـبـة..سعيد تايه
عبدالرحمن ريماوي
24 يناير، 2019
شعر
335 Views
معارضة قصيدة الشاعر ( مالك بن الريب ) ومطلعها :
( ألا ليــت شعــري هــل أبيتن ليلـــة بِوادي الغضى أزجي القلاص النواجيا )
( وليت الغضى لم يقطع الركب عرضه وليت الغضى ماشى الركـاب ليــاليــــا )
شعـر : سـعـيـد تــايــه ( البحر الطويل )
بَكَيْـتُ عَلَـى صَحْبِي سِنِـيـنَ تَـوالِيَـا وَمَـا هَجَعَـتْ عَـيْنِـي وَمَا كُنْتُ سَالِيَـا
أصِبْتُ بِــداءِ الهَــمِّ بَـعْــدَ رَحيِلِهِــمْ وَلَيْـسَ لِهَــذا الهَــمِّ طِـــبٌّ مُــداوِيَـــا
تَفَـاقَـمَـتِ الأحـزانُ غِـبَّ غِـيَـابِـهِـمْ فَصَــارَ فُـــؤادِي بالـنَّــوازِل رَاضِـيَــا
فَذِكْرَى رِفَاقِ العُمْرِ تَسْكُنُ مُهجَتي فَقَـلْبِـيَ مُلْتَـــاعٌ وَجُـــرحِـيَ دامِـيَــــا
فَكَيْفَ ارتِيَاحِي بَعـدَ فُرْقَةِ صُحْبَتي وَرَجْعِ حَنـيـنٍ يَـتْرُكُ الـدَّمْعَ سَـاجِيَـا
فَهَـا أنَــا تَلْقَـانِي الهُـمُــومُ بِثِقْلِهَــا طِـوالَ اللَّيَـالِـي تَسْتَـحِــثُّ المَـآقِـيَـــا
فَـأبكي عَـلَـى حَالِي بُـكـاءَ مُـوَجَّــعٍ تُحـيـطُ بِــهِ الأرزاءُ وَهْـيَ دَواهِـيَـــا
تَسِيـلُ دُمُـوعِي لا انقِطَـاعَ لِسَحِّهـا تَسيـلُ عَـلَى الخَدَّيْنِ تَهْمِي سَـواقِيَـا
بَكَـيْــتُ بُكـــاءً مَــا بَكَـيْــتُ مَثيلَــهُ لِفُـرقَـةِ أقــرانٍ قَـضَـوْا في بِـلادِيَـــا
تَقَـطَّعَـتِ الأسْـبَــابُ بَيْنِـي وَبَيْـنَهُـمْ وَقَــد بَعــدُوا عَـنِّي وَلاتَ تَنَـاجِيَــا
فَكَيْفَ اغْتِبَاطُ المَرْءِ لا صَحْـبَ حَوْلَهُ وَلَيْسَ لَهُـمْ عِـنْـدِي مُكُـوثٌ وَلا لِيَــا
وَكَـيْـفَ أُوَارِي مَا يَقُضَّ مَضَاجِعِي وَكَيْــفَ أُواري الـدَّمْـعَ إذْ لا تَلاقِيَـــا
فَيَـا لَـكَ قَلْبَــاً لا تَنَــامُ هُمُـومُـــهُ وَيَـا لَـكِ عَـيْنَــاً لا تَـنَــامُ اللَّيَــالِيَـــا
شَرِبْتُ كُؤوسَ الحُزنِ حَتَّى وَجَدْتُّنِي إذا هَـمَـتِ العَيْنَــانِ تَـدَفَّــقَ قَـانِـيَــــا
فَلَمْ يَبْقَ عِـنْدِي مِنْ خُطُوبٍ أَخَافُهَـا فَـيَا دَهْـرُ زِدْ لا تَـبْـقَ عَـنِّـيَ لاهِـيَــا
إذا لَـمْ يَكُنْ لِي فـيـكَ ما هَـوَ مُؤْنسٌ وَلا آسِيَـاً ذَرْنِـي فَـمَا أنْـتَ شَافِيَـــا
فَــلا تَحْسَبَنَّ الــرُّزْءَ يَثْلَــمُ هَـامَتِـي وَمَا كُنْتُ مِنْ هَوْلِ المَصَائِبِ خاشِيَا
يَشُـقُّ عَـلَـى نَفْسِي فِـــراقُ أحِبَّـتِي وَأحْــزانُ قَلبِي جَاثِمَـاتٌ كَمَـا هِـيَـــا
فَأحْبَـابُنَـا غَـابُـوا وَمَـا لَهُـمُ رَجْعَـةٌ وَكُلُّهُـمُ قـد صَارَ في الرَّمْسِ ثَاوِيَــا
ألاَ حَـبَّـذا عَيْشَـاً سَـعِـدنَـا بِــرِيِّـــهِ وَيَـا حَـبَّــذا لَـوْ كَـانَ يَـرْجِـعُ ثَـانِيَــا
أحِــنُّ إلَـى ذاكَ الـزَّمَــانِ وَأهْـلِــهِ حَنـيـنَ وَليــدٍ لِلثَّـدَى يَنْهَـلُ صَادِيَــا
Like this:
Like Loading...
Related