يميل الانسان بطبيعته إلى التواصل مع الآخرين، فهو كائن اجتماعي لا يستطيع العيش بمفرده كما عرفه ابن خلدون، ولا شك أن الحوار هو احد وسائل التواصل بين البشر على اختلاف جنسياتهم وألوانهم ودياناتهم، إضافة إلى أن الحوار هو وسيلة لإبداء الرأي ومناقشة الفكر والتوصل إلى قناعة ما بخصوص أمر ما. الحوار هو مزيج من فكر أحدنا مع الآخر، مضافا إليه مشاعر الأول مع الآخر، بالحوار ننجو، نسمو ونعلو، ولكن لن ننكر أن للحوار أدبه وفنه وأخلاقياته، فلا يجوز لك مثلا أن تقاطع أحدهم أثناء حديثه، كما لا يجب أن تتبنى الفكرة وعكسها في آن واحد، عليك أن تقدم فكرتك المطروحة بصوت واضح وسلس ومسموع، وأن لا تظن نفسك في حرب ، ففي نهاية الأمر وبشكل عام لن يحاورك الا من يحبك ويهتم بك وبأمرك ويخاف عليك، وربما فضوله فيما يخصك هو نوع من الاهتمام، فعندما تضغط الام على طفلها وتحثه على تناول الدواء ويدور حوار طويل بينهما بين متفق ومعارض، بين راغب في الدواء وناقم عليه، ما هو الا نوع من الحب ممتلئا بعاطفة جياشة تضعها الام على طبق وردي في سبيل صحة ابنها. يعجبني جدا الحليم في حواره، الذي يمتص غضبه ويراعي شعور الاخر، يأتي على نفسه بعض الشيء في سبيل احترام الاخر، كم يروق لنا جميعا ويغلبنا ذو اللطف أكثر من صاحب الحجة. هل تملك شخصا أورنجيا في حياتك؟ قلت أورنجي لأني أميل لهذا اللون، ولك أن تسميه أبيضا، أزرقا، نقيا، سمه ما شئت، شخص أورنجي ابتسامته لوحدها سعادة، حواره دفء، طريقة عرضه للأفكار تشير لتفرده وتميزه، شخص من كثر إعجابك به تراه في كفة والاخرين في كفة أخرى، ولكن بلا شك وقع الاساءة منه سيكون مؤلما. ألم يحن الوقت كي ندرك ماهية الحوار وأساسياته ومتطلباته، ألم يحن الوقت كي نتخلص من فكرة على لسان من تأتي كلمة الحق بقدر التوصل إليها؟؟