جريدة وإذاعة سقيفة المواسم الثقافية ثقافية ، اجتماعية ، فنية
هناك نظرية في علم الاجتماع تنص على أن : ” الانسان كائن اجتماعي بطبيعته ” ؛ أي أنه يميل بشكل عام للتواصل مع الآخرين والتعامل معهم وإنشاء علاقات لطيفة في المجتمع الذي يعيش فيه ولكي نشعر أننا مجتمع واحد علينا أن نجد صفات معينة أو الأصح سلوكيات وضوابط تجمعنا معا دون أن ننسى الدين واللغة والتاريخ ، لكن هناك ضوابط معينة فرضها علينا الجيل الذي سبقنا والذي سبقه وهكذا .. وهي ما تسمى بالعادات فبتعرفينا البسيط لها نقول : هي تصرفات معينة اعتدنا عليها وتوارثناها جيلا بعد جيل لتصبح شيئا مألوفا وربما قاعدة أساسية من قواعد مجتمعنا الذي نعيش .
يحاول البعض أن يتغلب دوما أو أن يتمرد على العادات والتقاليد .. ولكن هذا ضرب من الجنون .. فالعادات وإن كانت من الماضي البعيد فهي ليست دوما خاطئة ، علينا أن نأخذ منها ما يتوافق مع ديننا ومبادئنا ومعتقداتنا ، والعادات التي تتعارض مع الدين او غيره علينا اجتنابها كليا … وهناك عادات اخرى تميز مجتمع عن اخر لا تتوافق ولا تتعارض مع الدين او الضمير او الحرية علينا حينها احترامها والسير عليها من باب المحافظة على نسيج المجتمع الذي يربطنا معا ونعيش تحت فضائه.
بعض العادات مغلوطة بشكل كبير واشرنا سابقا الى اجتنابها لكن تكمن المشكلة في تقبل ابائنا واجدادنا الى تركها .. ويد واحدة لا تصفق لذلك علينا ان نتساعد جميعا كي نتخلص من كل عادة سيئة او مقيدة لحرية الاخر دون أن نتجاهل حسن التصرف مع الكبار ودون المساس او الاستهزاء بهم ، فلربما لهم نظرة خاصة وان كانت خاطئة .. فتغيير معتقد ما او فكرة ما أصعب من هدم منزل !
وأخيرا ، علينا ان نحترم العادات ونعمل بها ما دامت توحدنا على النهج السليم ، وعلينا تركها ما دامت عادات خاطئة او مؤذية .. وكما أسلفنا الذكر فالعادات تتوارثها الأجيال لتصبح جزءا من معتقدات الغد ، لذلك لنحاول ان لا نورث لمن سيأتي من بعدنا سوى ما نراه جيدا بكل المعايير دون تعصب او انحياز.
#حنان_القرعان
الخميس ٤ تموز ٢٠١٩
