جديلةُ الرّيح – ثراء الجدي

جديلةُ الرّيح
لا شيءَ يبقى
غيرَ جديلةِ الرّيحِ
تغفو على وسادةِ السّماء
لاشيءَ يبقى
غيرَ جديلةِ المساءِ
الّتي تُنادمُ أُمنياتِ الرّجاء
لا شيءَ ..
غيرَ ذكرياتِ الّنجومِ الْمُلطَّخِةِ بالنّقاء
حديثُ الأنسِ والجنِّ
على طاولةِ الشّقاء
يئنُّ .. يرنُّ بِأُذُنِ الّلقاء
ولا تزالُ عروسُ البحرِ
تنتظرُ على تلكَ الصّخرةِ الصّمّاء
تذوبُ ولهاً بينَ أمواجِ الحنينِ
تسافرُ عبرَ خلجاتِ النّداء
تخلعُ ذيلَ الكبرياء
وترقصُ بِرِجْلٍ عرجاء
تُتَوَّجُ الأنوثةُ بالعطايا الثَّرَّةِ
كالغيمةِ البيضاء
لا شيءَ يبقى ..
في قبورِ القلبِ
سوى جثثِ الوفاء
وشواهدِ الرّوحِ
نكتبُ عليها الأسماء
لا شيءَ يُحيي ذاكرةَ الوقتِ
إلّا بعضٌ منْ عظامِ ترقوةِ الأشياء
ما عدْنا نشعرُ برحمِ الأحشاء
ولا عادَ الزمانُ زمنَ العظماء
ما زلْتُ ..
أُقيمُ الصلاةَ بالدّعاء
لربيعٍ سيأتي
رغمَ صقيعِ الشّتاء
مازلْتُ ..
أسجدُ للرّيحِ العابثةِ
سجودَ القرفصاء .
بقلم/ ثراء الجدي

عن Abdulrahman AlRimawi

شاهد أيضاً

تقصير المرأة في العمل العام – رنا عياش

تقصير المرأة في العمل العام رنا عياش يكثر في الجلسات العامة والحوارات المجتمعية الحديث عن غياب المرأة عن العمل العام، واتهامها الدائم بالتقصير وضعف الحضور، من غير التوقف عند الأسباب العميقة التي تقف وراء هذا الواقع.

%d مدونون معجبون بهذه: