باعوا البِلادَ – إبراهيم طوقان
باعوا البِلادَ إلى أعدائِهمْ طمَعاً
بـالمـالِ لكِـنَّمـا أوطـانَهـم باعوا
قـد يُـعذرونَ لو أنَّ الجوعَ أرغمهم
والله ما عطشوا يوماً ولا جاعوا
وبـلغـة العار عند الجوع تلفظها
نـفـس لهـا عـن قـبـول العار رادع
تـلك البـلادُ إذا قلتَ اسمُها وطنٌ
لا يـفـهـمـون ودون الفَهْـم أطـماعُ
أعــداؤنـا مـنـذُ كـانـوا صَـيـارفـةٌ
ونـحـنُ مـنـذ هـبـطـنـا الأَرضَ زُرَّاعُ
لَمْ تَـعـكسوا آيةَ الخلاَّقِ بل رجعت
إلى اليـهـودِ بـكـم قُـربـى وأطباعُ
يـا بـائعَ الأرضِ لم تحفِلْ بعاقبةٍ
ولا تــعــلَّمــتَ أنَّ الخــصــم خــدّاعُ
لقـد جـنيتَ على الأحفادِ وا لهفي
وهـــم عـــبــيــدٌ وخُــدَّامٌ وأتــبــاعُ
وغـــرك الذهـــبُ اللمــاعُ تُــحْــرزُهُ
إن السَّرابَ كــمــا تــدريــه لمَّاــعُ
فـكَّرْ بـمـوتـكَ فـي أرضٍ نـشـأتَ بـها
واتـركْ لقـبـركَ أرضـاً طـولهـا باعُ