الفخ – آمنة فاضل
كنت سأستطيع وصف سبب حالتي المتأرجحة بين نعم و لا بكلمة ،ولكنها تقف في تجويف الحلق ولا أستطيع لفظها ونطقها. كادت تخنقني ولكنني استطعت أخيرا أن ألفظها خارجا .
في كلّ مرة كنت أعاود بلعها، وتحاول هي الخروج مرة أخرى بعد أن تؤذيني في طريقها من المعدة إلى الحنجرة.
لن أدعكِ ولن أسمحَ لكِ بالدخول للتضييق عليّ ، ماعدتِ في دائرة اهتماماتي. سأجعلك تتمنين العودة ثم سألفظك مرة أخرى ثأرا لكرامة عينيّ، وأنفاسي المتقطعة، للهالات السوداء، وللوقت المهدور، وللسطور غير المنتهية بنقطة، لكل هروب عقيم، ولفُتات الكرامة المتبقيّة ،ولوجع الفؤاد.
الخذلان ،كالسيف في البلعوم، والخنجر في الخاصرة،والسهم المسموم في القلب. إنْ لم تقتلك الطعنة قتلك السمّ .
نعقد آمالا،ونطرّزها بالغيمات،وضوء القمر. فتتحول فجأة إلى رماديّة، بعد غياب النور .
الخذلان يولَّد الخيبات، والخيبة تنجب الانطفاء، والانطفاء
يقتل بكلّ وحشية الشغف، وموت الشغف يجعلك تعيش كمن لا
هدف له ،وتبقى بين نعم ولا، ودون وجهة ودون دليل. لا تستطيع حسم أمورك ، فتعود للأرجحة هنا وهناك.
ولكنّك هذه المرة بِتَّ خالي الوفاض لا شيء في قلبك،تحاول إعادة الألوان إليه وصوت الفرح، ولكنّه يرفض بشدة أن يستقبل أحدا. يريد قلبا خاليا من كلّ شيء حتى من الروح. لا يريد فرحا ولا أهزوجة. يريد سكنا هادئا ليرتاح وينام طويلا خلي البال.فما كانت الألوان والأحلام، إلا فخّا، ووقع في شراكه، وها هو يدفع الثمن
الفخ – آمنة فاضل