الغضب المقدّس – دلال حداد

الغضب المقدّس
في حياتنا، تواجهنا يوميًا عواصفُ هوجاء من استفزازاتٍ ونقاشاتٍ حادّة ووجهات نظرٍ مخالفة أو ظروف مادّيّة صعبة وفشل وغيرها…لكنّها جميعها لا تشكّل الخطر الأكبر على حياتنا ،إنّما الخطر ، يكمُنُ في تأثيراتها علينا وفي تلك العواصف الدّاخليّة التي تثور كالبركان وتغلي في داخلنا …
قد تكون العواصف الخارجيّة قويّة ومخيفة ، ولكن ما يحصل في داخلنا من مشاعر متناقضة يُحيدنا عن مسارنا القويم ، يشتّت أفكارنا ويجرفنا مع التيّار المنحرف . ومن هذه العواصف “ثورة الغضب “. فالغضب انفعال عنيف يأتي كردّ فعلٍ لموقف مزعج أو حدثٍ غير متوقّع ، يؤدّي بنا إلى شكلٍ من أشكال السّلوك العدوانيّ . وقد تنعكس آثاره على صحّتنا عامّةً كما يسلبنا قسطًا من السّعادة ومن راحة البال ، يمزّق الصداقة ويبعدنا عن أقرب النّاس إلينا. فنحن ، عندما نفرغ شحنة الغضب نشعر بالرّاحة للوهلة الأولى ، لكن ما إن نهدأ ونعود إلى وعينا حتّى ندرك تمامًا أنّ ما صدر عنّا من أفعال وأقوال سيّئة سيخلّف ندبات لن يمحوها الزّمن ولن تشفيها كلمات الاعتذار كلّها ، وعندها لا ينفع النّدم..
لذا ، فلْنَنْفعل برُقيّ ولنغضبْ بمحبّة ولنثُرْ بتعقُّل حتّى يكون غضبُنا مقدّسًا ، يُثبت حصاد تربيتنا ورقيّ أخلاقنا .
دلال حدّاد
في ٢٠١٩/٤/١٦

عن Abdulrahman AlRimawi

شاهد أيضاً

رسالة معلمة إلى المجتمع المحلي – د. نجاح القرعان

رسالة معلمة إلى المجتمع المحلي بقلم الدكتورة نجاح القرعان نحلة واحدة لا تجني العسل، والمدرسة وحدها لا تحقق الهدف بخاصة إذا تعلقت الأهداف المأمولة بمحور العملية التعلمية ( الطالب) .

%d مدونون معجبون بهذه: