الطبيعة مدرسة الحياة .. بقلم: حنان القرعان
حنان القرعان
18 أبريل، 2019
حنان
751 Views
الطبيعة مدرسة الحياة
دروس الحياة كثيرة وطرق التعلم أكثر ؛ المدارس لها دورها الذي لا يقل عن دور الكليات والجامعات ، الأهل لهم بصمتهم والأصدقاء كذلك .. وكل ما يدور حولنا يلعب دوره في صقل شخصيتنا وتنمية أفكارنا ..
لكن ستبقى الطبيعة بمفهومها العميق بدءا من الذرة الصغيرة وحتى العالم الخارجي المحيط خير مدرسة لنا ، ففي الطبيعة قبل التعلم راحة وسعادة للنفس ، فيها خيال وأحلام .. امنح نفسك دقيقة من الأحلام المحمودة ، تخيل أنك تسير بطريق طويل على جانبيه أشجار خضراء مرتفعة كالنخيل ، بنهاية الطريق اللطيف تلات مرتفعة بعض الشيء مطلة على بحر عميق تزوره النوارس وتغط مناقيرها الحمراء بالماء ، تصعد أنت التلة اليمنى ، تتأمل البحر بصمته ولغته ، بعمقه وبساطته .. تمنحك الشمس دفأها ، تبتسم لمن معك .. تسمع تغريد الطيور وقد تقبل عليك مستقرة على كتفك وكأنها تقول : أيها الانسان ، أنا صديقك الطائر .. نحن نكملان بعضنا البعض .. ما أجملنا كعنصران للدهشة والحرية والأحلام !!
الطبيعة ليست خيالا جميلا فحسب ، ليست وردة جورية خمرية اللون فقط ، بل هي فلسفة الكون كله .. هي وسيلة تأمل وتفكر .. هي عبادة ترشدنا لخالق عظيم فكلنا ندرك أن كل سبب لا بد له من مسبب ، وكل حادث لا بد له من محدِث .. ففيها الهاما لنبدع فعندما نرى الابداع الالهي العظيم فإن ذلك يزيدنا يقينا فوق يقيننا أن هناك خالق عظيم يدعونا للعمل والابداع والاعمار ..
الطبيعة هي الأم ، فهي التي تمنح الانسان ثمارها بكل حب .. وظلال أشجارها بكل تفانٍ .. تمنحنا سماء جميلة وأمطارا غزيرة وكأنها مسخرة لنا بكل ما تملك من حب وقوة وجمال ..
والجميل بالأمر أننا نحن البشر جزء من الطبيعة أيضا يكملنا الهواء فيمنحنا الاكسجين لنرد له ثاني اكسيد الكربون .. نزرع الورد ونعتني به ليكبر مبتسما لنا كلما مررنا بجانبه .. فكما تدين تدان
الشمس تتعاقب ليلا ونهارا ، فصولا تأتي وأخرى تغيب لتقول الطبيعة كلمتها : لا تيأس !!
فاليوم ربيع وغدا خريف .. الان ليل وبعد قليل فجر .. فانتظر
ما تعلمنا اياه الطبيعة تعجز الكتب عن فعله ، ما تمنحنا اياه ورقة شجر واحدة بأشكالها المختلفة لا تعلمنا اياه معظم ورق الكتب … ما أجملك أيتها الطبيعة عندما تسعفينا بلحظة إنكسار !!
Like this:
Like Loading...
Related