عبدالرحمن ريماوي 13 غشت، 2021اقلامالتعليقات على الجسد حالة تكوين،لا تلزمه روح / حنين خالد مغلقة410 Views
بقلم : حنين خالد
(الجسد حالة تكوين،لا تلزمه روح..) والغريب ذلك الإلتباس ..!! أقمتها عن المقعد،وأمسكت بذراعها الشمال،وألقيتها بلطف على كتفي ويدي تسند ساقيها،لم تكن في حقيقة الأمر ثقيلة الوزن، أنا من يعاني من الإعياء وقد أجهدت نفسي أكثر مما ينبغي لشخص متعب القلب،وتعينه بطارية شحن مزروعة بداخله. لم تكن إلا أمتار بسيطة بموازاة حائط التهوية حيث وضعت طاولة السفرة كما يجب أوقفتها بعناية مخافة السقوط،وأسندتها بيدي وتراءى لي أن جسد المانيكان ألين مما ظننت صعدت للطاولة ووضعت طوق المشنقة في عنقها بتؤدة، قمت بإعادة ترتيب خصلات الشعر التي تشابكت،والتأكد من حبل الليف… ضممت قدميها معا،و اتكأت على المقعد معاودا النزول.. وأنا أردد لا مشكلة مسحت حبات العرق من على وجهي وعدت للجلوس قبالتها تاركا مسافة جيدة للرؤية ،تأملتها جيدا.. والطاولة والحبل.. وتشكل في ذهني مشهدا متكاملا للسقوط،والخنق ومسافة الأمان لم يكن هناك ما يبعث على القلق، وكل ما عدا ذلك محض هواجس لا تليق بهكذا جهد وهكذا عناية.. ولا أتحرج من الإعتراف أنها مغرية أو لأكون واقعيا أكثر ..مؤثرة من ناحية أنها مانيكان،وما كان من عودتي لأجس ساقها من فوق الكاحل إلا محض كوني أستاذ جامعة،ومعايير النظرية العلمية دائما يلزمها الرديف النفسي..لهذا لم أجد أية ليونة،وصلابتها لا تعدو كونها لعبة.. ثلاث ساعات مضت وأنا أحدق عيناها تبرقان بفعل انعكاس الضوء،وبعض من أطراف شعرها يتمايل مع نسمات تدلف من خلف الستارة للنافذة المشرعة أطفأت مصباح الصالة،وأبقيت على الكوريدور والمطبخ،انحسر الضوء المباشر..هكذا أفضل اقتربت منها واتجهت للمكان الذي علي أن اقف فيه لأدفع بقدميها.. للفراغ وقد استذكرت كيف تتم الإستعانة للتركيز بتلفظ العدد من ثلاثة إلى صفر.. ثلاثة إثنين واحد صف…لم أستطع ولم أذهل.. كنت ألهث ..ألهث وحسب…
تستنفزف أعصابنا ...وطاقاتنا ...وتموت بأعيننا كل بهجة أومت لنا بحضور ما ....الا أن هذا الصباح شق من فمي ابتسامة ....استغربها من حولي وقد اعتدوا وجومي وقلة كلامي