عبدالرحمن ريماوي 28 ماي، 2020شعرالتعليقات على أنا و العيد و أمي /نبيلة حماني مغلقة373 Views
هو العيد أمُّاه حُزْناً سقاني و بي يا حبيبةُ مما أعاني . أتاني كئيباً يسير جواري كأنّا .. لعمرُكِ .. متخاصمانِ . ترقبته منذ عام طويلٍ ليرسمَ فرحَتَه في جَنانِي . ويمسحَ أدمعَ حزني عليكِ و يزرعَ في القلب وردَ الجِنانِ . أقول أيا عيد كن بي رفيقا فما عاد في العمر غيرُ الثواني . وما كان إلا الأسى و التشظي فيا عيد كيف أضعتَ الأماني ؟ . تمر طيوفُكِ قَدَّامَ عيني فأذكر يا أُمُّ نبع الحنانِ . و كيف سقتني يمينك شهدا و بعدَكِ ماذا سقاني زماني ؟! . أعود لطفلة أمسِ ، فأهفو إليك تغنين أحلى الأغاني . و تمسح كفُّكِ دمعة عيني و تلبسني ثوبيَ الأقحواني . فأشعر بالعيد أماه يشدو و أفرح كالصحبِ كل أوانِ . فينطلق الشعر عذبا نديا ليكتبَ فيك جميلَ المعاني . لِمَ العيد جاء غريبا ، و ماذا يُخبئ لي من ضنىً كي أعاني ؟ . سأشكو إليك ، و هل لي سواكِ يخفف حزني الذي قد دهاني . أنام على صدركِ الليلكيِّ فتغمرني دفقاتُ الأمانِ . و أنسى الهمومَ التي قد سقاها بروضةِ قلبي حبيبٌ جفاني .
و أسعد حين أناديكِ ” ماما “ فإن لها لذةً في لساني . فتقبل روحك نحوي سريعا لتُسكنني كوكباً من جُمانِ . و تُبعِدَ قلبيَ عن عالمٍ سقاني بقسوته ما سقاني . يحارب فيه القويُّ الضعيفَ و يسقيه كلَّ كؤوس الهوانِ . و تُذبح فيه طيورُ السلام قرابينَ للظالمِ الأفعوانِ . . فيا عيد عُد مثل أيامِ أمِّي لكي ما أحس ببعض الأمان . أعدني لعهد الطفولةِ ، إني أتوق إليه ، و يحلو بياني . فينظر لي دون أيِّ حديثٍ و حزني يزلزل كل كياني . و يمضي بعيدا ، و أبقى وحيدا كأني بِهِ يا أنا ، لا يراني .