نَسيت عيونٌ
**********
نَسيتْ عيونٌ ما رأتْ مْن تيهِ
……………..وتجاوزتْ كلَّ المدامعِ فيهِ
.
وتلملمتْ بين الضلوعِ ودمعها
………………….مترقرقٌ مما يثورُ بفيهِ
.
وأناملٍ نسجتْ خيالأ زائفًا
………………..ورمتْ بها أملاً لِما ينسيهِ
.
مِن بين هدمٍ والصراخُ يصمُّها
…………………والكلُّ صُمٌّ لا يعِي لذويهِ
.
تجري على أملٍ تلملمُ شظيها
……………بالحدِّ مِن عرضِ الخدودِ يقيهِ
.
وتزمُّ ما يجري تلجِّمُ سيلهُ
……………….في عمقِ قلبٍ مُفتَرٍ يفريهِ
.
فإلى متى حَجْبُ العيون لجُنةٍ ؟!
……………..وإلى مَتى بستائري أبغيهِ ؟!
.
وإلى متى أبغي السرابَ وما أرى
……………..إلا السرابَ فكيفَ لي آتيهِ ؟!
.
ومتى العيونُ هفَتْ له يومًا ولا
…………قطعتْ مِنَ الأنفاسِ كي تأتيهِ ؟!
.
وتظل آملةً وتجري خلفهُ
……………….حتى تفيقَ على فضا يُنهيهِ
.
يا قلبُ ذاكَ وما يجولُ بخاطري
…………………مِن كلِّ جنبٍ قَطفهُ أوفيهِ
.
تلك الخوالجُ إنْ سرتْ مِن عمقها
……………..تسرِي على شوكِ القتادِ وتيهِ
.
والتيهُ في تلكَ العوالم قد برَى
………………..كلَّ العوالمِ واستطابَ بنيهِ
.
ودماهُ خضَّبَ مِن بياضٍ وارتضى
…………………..ذاكَ الثَّرى لَحْدًا له يفنيهِ
.
وانفضَّ كلُّ العالمينَ وما رأتْ
…………………….عينٌ يدًا بمِجنَّةٍ تُوليهِ !
.
وغفَى على جهلٍ وكفرٍ سائغٍ
………………يربو على سِعةٍ بما يُفضيهِ !
.
وسئمتُ حتى باتَ سجنُ أضالعي
………………بالحدِّ مَضروبًا عسَى يحميهِ
نَسيت عيونٌ – منال محمد سالم