من مرثية الشاعر الشعبي نوح إبراهيم في الشهداء الثلاثة عطا الزير وفؤاد حجازي ومحمد جمجوم الذين اعدمهم الانتداب البريطاني في فلسطين يوم الثلاثاء الموافق 17/6/1930 بسبب دورهم البطولي في انتفاضة البراق التي عمت أنحاء فلسطين ضد الغزو و الهجرة الصهيونية للبلاد في العام 1929.
عُرف ذلك اليوم بعدها باسم “الثلاثاء الحمراء” تيمناً ببطولة الشهداء الثلاثة في مواجهة الموت الشهيد محمد خليل جمجوم من مدينة الخليل, تلقى دراسته الابتدائية فيها, وعندما خرج إلى الحياة العامة, عاش الانتداب وبدايات الاحتلال الصهيوني, عرف بمقاومته للصهاينة ورفضه للإحتلال كما العديدين من أبناء الخليل, فكان يتقدم المظاهرات احتجاجاً على اغتصاب أراضي العرب, وكانت مشاركته في ثورة العام 1926 دفاعاً عن المسجد الأقصى ما جعل القوات البريطانية تقدم على اعتقاله…
الشهيد فؤاد حجازي أصغر الشهداء الثلاثة سنا المولود في مدينة صفد, تلقى دراسته الابتدائية والثانوية في الكلية الاسكتلندية وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت, عرف منذ صغره بشجاعته وحبه لوطنه واندفاعه من أجل درء الخطر الصهيوني عنه وشارك مشاركة فعالة في مدينته في الثورة التي عمت أنحاء فلسطين عقب أحداث الثورة….
الشهيد عطا الزير من مواليد مدينة الخليل, ألم بالقراءة والكتابة إلماماً بسيطاً, عمل عطا الزير في عدة مهن يدوية واشتغل في الزراعة وعرف عنه منذ صغره جرأته وقوته الجسدية واشترك في المظاهرات التي شهدتها مدينة الخليل احتجاجاً على هجرة الصهاينة إلى فلسطين لا سيما إلى مدينة الخليل, وفي ثورة البراق هب عطا الزير مع غيره من سكان الخليل مدافعاً عن أهله ووطنه بكل ما لديه من قوة. وشهدت مدن فلسطين صداماً دامياً بين العرب والصهاينة وفي الخليل نفسها قتل ستون صهيونياً وجرح خمسين آخرين….
وقد ترك الثلاثة خلفهم ثلاث رسائل رائعة تدعو للاحتفال بشهادتهم كانوا قد كتبوها قبيل بلوغهم حبل المشنقة الذي تسابقوا إليه. كانت رسالة الشهيد عطا الزير بالعامية، واقرب للشعر الشعبي، ورسالتا حجازي وجمجوم بالفصحى، وكلها تمثل أنقى ما في النفس الوطني المقاوم، والحس القومي العروبي، وتبقى اليوم جزءاً لا يتجزاً من التراث المناهض للصهيونية والهيمنة الغربية لفلسطين والأمة العربية والعالم الإسلامي وكل الشعوب المحبة للتحرر في العالم.