مشاهد .. بقلم حنين خالد

المشهد الأول ..
…………………
غرفة استقبال متوسطة والساعة الواحدة بعد منتصف الليل…
ورد: – أي جدلية،هذه التي أرسلت لي من أجلها ؟؟
جاد:-يشير إلى( ساعة الحائط ) بسبابة يده اليمنى دون أن يلتفت ناحيته.
ورد:(بغضب)ما بها ؟ألا تعمل؟
جاد:لا..ليس ذاك
ورد:إذن..
جاد:- إنها تعمل 
ورد:- أوووه يا إلهي….!!أرجوك أنا لست عاطلاً عن العمل
أخبرني لما استدعيتني؟
جاد:إنها تعمل،تعمل،تعمل جيداً وجداً…ولهذا استدعيتك
ورد:وما الذي يريده أحد ما من ساعة حائط..؟
جاد:أن يتمكن من إيقافها ساعة يشاء..
دون أن يضطر لتحطيمها لتتوقف،لتخرس..
مع أني ما زلت مستغربًا لماذا لم أفعل..!؟
ربما..خشيت أن يستيقظ مذعورًا أحد ما..
(يضحك..وينهض باتجاه ورد)
جاد:تصدق يا عزيزي..نسيت أنني لوحدي
أنظر ما فعلت بي ساعتك..؟ إنها تلحق بي كأشباح الليل المرعبة،كناقوس الموتى،تدق..تدق..وأنا شيء ما يتضور ،يموت بداخلي، مفاصلي ترتعش وكأننا في ديسمبر
عيناي…أنظر،أنظر..
(واضعًا وجهه قبالة عيني ورد)
أرجوك
أرجوك..
ورد..أنقذني..
ورد:حسنًا..حسنًا،(يتوجه للساعة، يفتح واجهتها الزجاجية.. يبدأ العبث بداخلها..)
(جاد يجلس ملاصقا للنافذة ولا ينظر ناحية ورد..)
ورد:إنها لا تتوقف..!! ام..ام..لا أريد كسرها..
(يعاود المحاولة،جاد ملتصقا بالنافذة،ويرتجف)

المشهد الثاني 
………………
حديقة عامة والوقت ظهيرة …. 
سارة:- أخبرني بقدر ما يسمح به غموضك من وضوح ؟ 
جاد:- (وهو يمعن النظر بعيدًا ) أي شمس حامية تستحق أن نقدم أجسادنا للهيبها ؟؟
سارة:-في كثير من الأحيان لا أفهمك 
جاد:-(ينظر إليها ويبتسم) الحرية يا عزيزتي الحرية ..
……..
المشهد الثالث
جاد وحده في الغرفة وقبالته لوحة،وعلى الطاولة ورقة ،وقلم الوقت متأخر ..(يشرع بالكتابة ويقرأ بصوت مسموع ..) 
هذه اللوحة يكمن جوهرها في روعة المكان والفصل والساعة والغريب كلما أمعنت النظر إليها والتحديق وجدتها أكثر حدة واكتمالًا وأصالة لكنني الآن أنهيها كيفما اتفق أعترف أنني في حالة غير سوية وأشكو مؤخرا من عقم الذاكرة وضعف المخيلة والتركيز… منفصلا عن المجرى الحسي للوجود … ورغم كل الأشباح المرافقة غايتي أن أبقى أنا… فكيف أخبركِ عما تعتمل به النفس ؟! هذا الدفق الغزير ..كل ما يضج به الفكر وتزخر به الروح ..في أعماقي نفور عجيب …وأي قناعات تلك التي أعتنق ؟؟ وهذا الركن ….لشد ما يؤلمني لا أن أموت في هذه السن المبكرة وإنما أن يحدث ذلك هنا وسط هذا الظلام البشع و المخيف ..
(يتوقف عن الكتابة ويتأمل لبرهة )
-كم من العبارات تصبح شاحبة ومبتذلة عندما نكتبها (يمزق الورقة)
(صوت يأتيه)… مما أنت خائف ؟ 
(يتردد بداية الأمر لكنه يدرك بعد ذلك أنه صوت أعماقه)
جاد: -لا لا لست خائفا (وبحدة) ولن أكون 
الصوت:-ما هي حالتك الآن إذن 
جاد:- لست خائفًا ربما أنا تعيس.. تعيس..نعم تعيس.. هل يبدو علي ذلك ؟
الصوت:- لا ..لا يبدو(يصمت) 
بل يبدو وبشدة ..
جاد:-أنت لم تعد صديقي..
خسارة ..اعتقدتك كذلك
الصوت:-وأنت..؟
جاد:-بل نحن..
الصوت:-إذن..
جاد:-على أحدنا المغادرة..الرحيل..لا..لا..الموت
الصوت:-إن كنت أنا من يتوجب عليه ذلك..فكيف؟
أنا -صوت-
وصداي حر طليق..لا سلطة لي عليه
هو الآن يرتحل في عالم الهواء..
جاد:-إذن أنا..؟
الصوت :-نعم، وبموتك أموت..
جاد:-والصدى..؟
الصوت:-……..
(صوت جماعي )ضامر هو الرحيل كالمهر البري،والصدى..
تساؤلات …..

انتهت …
المزيد من اعمالها

About abdulrahman alrimawi_wp

Check Also

 زفة عريس – اكرام اسطى

زفة عريس بيت حليمه الليله ما انطفت انواره, مهو بيت عريس وبيت العريس بيبقى مثل المناره بوسط البلد , وكل الحبايب بتلفي تاتهني وتبارك وبالفرحه تشارك واليوم الحبايب بدهم يزفوا العزيز ابن

%d bloggers like this: