مرهم النسيان
تسألني عن وجهتي؟
عن عدد الخيبات والذنوب في
سجلّيَ الشخصيّ؟
كم من مرّة قضيتُ نحبي
في حياتي السابقهْ؟!
ويحي.. وهل أظنّني حيّاََ إلى الآن
وهل منفاخ صدري يصدر النفَسْ؟!
أتبتغي شهادةََ عن نرجسيّتي وعن فظاظتي
وسوء أخلاقي وكم ينتابني
في الساعةِ الجنونُ والشبقْ؟
تسألني عن نزعة الكبرِ
وعن حال ندوبي الظاهرهْ؟
فكيف ما يخصّ روحيَ التي أحسدها على الرضى وقوّة الصبرِ..
أعن تشوّهات النطق والأضراس والمخيّلهْ؟
وكم هي الهواجس التي قطعتها
في رحلة مجهولة الهدفْ؟
أكنت تدري أنّني مغامر مستهتر لجوجْ
وأنّ ما أحسبه شعراََ فما هو بشعرٍ
بل لقيط ودليلُ هذَرٍ وسفسطهْ؟
ولم يكن غير هراءْ؟
ماذا أرى؟ طَرْفي مشوّش كمرآةٍ مهشّمهْ
وما بصيرتي سوى بوصلةٍ رديئهْ
كيف إذن ستكمل المسيرْ؟
أهكذا تمضي ولا يقين لكْ؟
كأنما مسراكَ لا بدء له ولا انتهاءْ
أذكر أنّي كنت في دجلة والفرات أصطاد القلقْ
وكنت لا أعرف جوعاََ غير جوع المعرفهْ
فكيف هاجرت وشرّقت وغرّبت وأيسرتُ
وأيمنتُ وعدت فارغَ الكيسِ
وأحلامي هباءٌ وبُرادةُ الحديدْ
يا للأسفْ!
كم ضاع منّي من متاع في الطريقْ!
ضاعت حبوبُ الفأل واستبدّ بي ضربٌ
من الدوارْ
الشوق بار لم يعد من الموادّ اللازمهْ
وهذه ذاكرتي أشبه بالصندوق _ صندوق خشبْ
وربما بعلبة الشّاي أوالبهارْ
لا بدّ من تنظيفها كغرفة النوم من الغبار والصدأْ
عد بي إلى بداية السطرِ..
أَأُشفى وعلاجي مرهمُ النسيانْ؟!
لبنان _ زفتا في 2022/12/4
محمد زينو شومان