فَيْضُ السَّكِينَةِ – ثَراء الجَدِّي

فَيْضُ السَّكِينَة

تَجَلَّى الضِّيَاءُ بِسُوحِ الفُؤَادِ
وَهَمْسُ النَّسِيمِ بِلَحْنِ الوِدَادِ
تَفَتَّحَ فِي القَلْبِ زَهْرُ السَّكِينَةِ
وَتَنَاثَرَ الحُزْنُ كَغُبَارِ الرَّمَادِ
فَرَحٌ يُحَلِّقُ مِثْلَ الطُّيُورِ
يَرِفْرِفُ حُبًّا بِنَبْضِ الصُّدُورِ
يَسِيرُ بِوَهْجٍ كَنَجْمٍ بَعِيدٍ
وَيَنْسَابُ كَنَسْمَةٍ فَوْقَ البُحُورِ
إِذَا العُيُونُ بَكَتْ فِي الظَّلَامِ
تَسَلَّلَ الضِّيَاءُ كَفَجْرِ الغَمَامِ
وَإِنْ ضَاقَ صَدْرٌ بِهَمِّ اللَّيَالِي
يُزِيلُ الجِرَاحَ بِفَيْضِ السَّلَامِ
فَرَحِي السَّاكِنُ بِالعُمْقِ حُبًّا
يُرَتِّلُ نُورًا كَصَوْتِ الحَمَامِ
فَيَا قَلْبُ ..
عِشْهُ طَلِيقًا نَقِيًّا
وَزِدْهُ يَقِينًا بِرَبِّ السَّمَاءِ
هَوًى تَنَاثَرَ فِي سَمَاءِ السُّكُونِ
سَارَ فِي الدَّرْبِ صَوْتُ الشُّجُونِ
عَزْفٌ حَزِينٌ يُغَنِّي السَّلَامَ
يُضِيءُ الأَيَّامَ بِحُلْمِ اليَقِينِ
هُوَ الحُبُّ ..
نَبْضٌ يُغَنِّي الوُجُودَ
يَشِعُّ فِي قَلْبٍ صَبُورٍ وَدُودِ
يَنْسَابُ فِي الرُّوحِ كَنَسْمَةِ الرَّبِيعِ
وَيَشْفِي الأَسَى
بِلَمْسٍ بَعِيدِ المُدَى
إِذَا مَا اللَّيْلُ احْتَضَنَ الظَّلَامَ
يُشْرِقُ الفَرَحُ نُورًا بِخُطَى الوِثَامِ
وَعَلَى الجَبِينِ يَسْكُنُ ضَوْءٌ
يُعَطِّرُ الدَّرْبَ بِنَبْضِ السَّلَامِ
هُوَ الفَرَحُ السَّاكِنُ فِي الفُؤَادِ
يُنعِشُ الرُّوحَ
يُغَنِّي الغَرَامَ
يُعَانِقُ الأَمَلَ بِفَيْضِ الضِّيَاءِ
يُنِيرُ دَرْبِي
يُجْلِي الظَّلَامَ
يَحْيَا بِقَلْبِي سَكِينَةٌ وَنُورٌ
وَيَمْنَحُ رُوحِي أَمَانًا يَدُومُ
فَمَا دَامَ فِي الفُؤَادِ وَعْدُ اليَقِينِ
فَلَا شَيْءَ يُطْفِئُ نُورَ السَّمَاءِ
بقلم / ثَراء الجَدِّي

عن Abdulrahman AlRimawi

شاهد أيضاً

 أنا الفلسطينيُّ – سميا صالح

 أنا الفلسطينيُّ الذي تعلَّمَ أن يحملَ وطنًا في الجيب ويدفنه كلَّ مساءٍ تحت الوسادة كي لا تراهُ الكوابيس الذي يتقنُ الوقوفَ أمام الجدرانِ التي لا تنتهي - ويخترعُ أبوابًا من الوهم ومفاتيحَ من الأغاني القديمة.

%d مدونون معجبون بهذه: