في رثاء سميح الشريف رفيق العمر والشعر
قابَ قوْسَين ِأوْ أقلَّ قليلا
كلُّ حال ٍمُقدَّرٌ أنْ يَزُولا
قابَ قوْسَين ِثمَّ تمْضي كأنْ لمْ
تكُ يَوْمَا وإنْ مكثتَ طويلا
سنة ُاللهِ أنْ تجيءَ وَتقضِي
مِثلَ طيْفِ الكرَى يَمُرُّ عَجُولا
مُدْلِجٌ في الحَياةِ تطلبُ خلدًا
ككسيح ٍ يُطاردُ المُسْتحِيلا
رحْلة ٌ فوْقَ زَوْرَق ٍفوْقَ مَوْج ٍ
مُسْتبدٍّ لا يَسْتقِرُّ فتِيلا
وَحِبَالُ النجاة ِ فِيه أفاع ٍ
تلقفُ العُمْرَ بكرَة ًوأصِيلا
وَسِراجُ الحَيَاة ِ يَذ ْوي وَيَذ ْوي
مُسْرِعَ الخطوِ يَسْتحِثُّ الأفولا
أيُّ سِرٍّ على العُقول ِعَصِيٍّ
ظلَّ رَغمَ اكتِناهِهِ مَجْهُولا
كمْ عَرَكنا الوُجُودَ دَرْسَا وَبَحْثا
وَقطعْنا الحَياة َعَرْضا وَطولا
وَسَبَرْنا أغوَارَها فعَلِمْنا
أنَّ رَبَّ الحِجَى يَعيشُ عَلِيلا
وَأضئنا مَنارَة َ الفِكر ِ سَعْيَا
وَشربْنا زُعَافهُ سَلسَبيلا
وَحَفِظنا لِدَوْلةِ الشعْر ِ مَجْدا
وَفضَحْنا مَنْ كانَ فِيهِ دَخِيلا
وَقهَرْنا ظلمَ الزَّمَان ِاصْطِبارا
وَلبسْنا ثوْبَ الإبَاءِ الجَمِيلا
وَحَمَلنا هُمُومَنا وَمَضَيْنا
حِينَ صَار الوَفاءُ عِبْئا ثقِيلا
إيهِ يَا صَاح ِ هلْ رَأيْتَ مَقامَا
لمْ تبَدَّلْ أحْوَالهُ تبْدِيلا
حِكمة ُالشيْبِ أنْ ترَى أيَّ أمْر ٍ
خارجَ العَقل ِ مَنطِقا مَعْقولا
رُبَّ عُمْر ٍ قضَيْتهُ فِي التمَني
وَمَضَى دُونَ أنْ ترَى المَأمُولا
قِصَّة ُالخلق ِ والفناء سَتبْقى
مِثلَ لغزٍ يَعِيشُ جيلا فجيلا
مَا عَليْنا لو اننا كسِوَانا
قدْ مَرَرْنا بهَا مُرُورَا هَزيلا
لمْ نسلْ عَقلنا لِمَاذا أتيْنا
أوْ إلى أيْنَ لو عَرَفنا الوُصُولا
وَقبلنا مَصِيرَنا وَانتهَيْنا
مِثلَ مَنْ عَاشَ فِي العُصُور الأولى
فِي قبُور ٍ تحِلُّ فوْقَ قبُور ٍ
أوْ قصُور ٍ سَتسْتحِيلُ طلولا