في حُبِّ خَيْرِ الأنامِ- فواز عبدون
يا مُلْهِمَ الشِّعْرِ هَبْني غُرَّ أشْعاري
كيْما أبوحَ بحُبٍّ فِيَّ مَوّارِ
يُذْكيهِ في الصَّدْرِ ذِكْرٌ للحَبيبِ كَما
تُذْكي رِياحٌ سَرَتْ في جَذْوَةِ النَّارِ
بُعِثْتَ فينا رَسولاً هادِيًا بهُدىً
مِنَ الإلهِ بوَحْيِ اللَّهِ في الغارِ
وقالَ إقْرَأ … فَذا جِبْريلُ يُقْرِؤُهُ
آيَ الكِتابِ … وأمْرُ اقْرَأ بِتَكْرارِ
عادَ الرَّسولُ بطَوْرٍ لَيْسَ يَعْرِفُهُ
حتّى أتاها غَريبَ الوَجْهِ لِلدارِ
نادى : خَديجَةُ … إنّي جِئْتُ مُرْتَعِشًا
قَدْ جاءَني الوَحْيُ … غَطِّيني بأسْتارِ
أمْلى عّلَيَّ بآياتٍ أُرَدِّدُها
فكُدْتُ أُصْعَقُ مِنْ هَوْلٍ لِجَبَّارِ
يا سيِّدَ الخَلْقِ يا خَيْرَ الأنامِ ويا
حِبَّ الإلَهِ ويا مَنْ نورُهُ ساري
تَمْضي تُبَلِّغُ هَدْيَ اللَّهِ تَنْشُرُهُ
لمّا دَعاكَ … أقِمْ في وَجْهِ كُفَّارِ
في بَطْنِ مَكَّةَ آذَوْكَ فَقُلْتَ لَهُمْ
صَبْرًا جَميلاً ونَصْرُ اللَّهِ لِي جاري
خَرَجْتَ تَصْدَعُ بالْحَقِّ المُبينِ إلى
أرْضِ المَدينَةِ في عَزْمٍ وإصْرارِ
أوَيْتَ للغارِ يَرْعاكَ الإلهُ بِهِ
ولَمْ يَدَعْكَ وَحيدًا صاحِبُ الغارِ
طَلَعْتَ بَدْرًا مُنيرًا لا سِرارَ لَهُ
فاسْتَقْبَلوكَ بِها … أكْرِمْ بأنْصارِ
وقَدْ حَظيتُ بسُكْناها وبالنُّعْمى
وكُنْتُ مِنْهُ قريبَ الجَّارِ لِلْجَارِ
وها أنا اليَوْمَ أجْثو عِنْدَ مِنْبَرِهِ
في رَحْبِ مَسْجِدِهِ الزَّاهي بأنْوارِ
في رَوْضَةٍ مِنْ جِنانِ الخُلْدِ مَنْزِلَةً
أهْفو إلَيْها بعَيْنٍ دَمْعُها جارِ
يا سيِّدَ الخَلْقِ هَبْني يا ابْنَ آمِنَةٍ
مِنْكَ الشَّفاعَةَ عِنْدَ الحَوْضِ في الدَّارِ
صَلُّوا عَلَيْهِ … فباسْمِ اللَّهِ مُتَّصِلٌ
صَلّى عَلَيْهِ إلهي الخالِقُ الباري