على درب الحياة
نثرت على درب الحياة شذا الفل
وعذت بمن يرقي النفوس من الجهل
وصغت من الأهداب طوق محبة
ألف به صدري بدر من النبل
فكيف يعض المرء كفا تضوعت
بطيب السجايا يستقى من ندى الفضل
ويلوي ذراعا نافثا لسمومه
وينكث عهدا مستبيحا على مهل
وكيف يصد القلب والكيل طافح
وقد ظل في خفق ويهفو إلى وصل
ألم يكف ما جارالزمان به على
قلوب وقد ناخت كيابسة النخل
وكل امرئ في موكب العمر راحل
وإن يعتل النجم البعيد على رسل
وهل ينتشي من بات ليلا على الطوى
كأن به شوك ويدميه كالنصل
وإن حاقت الأرزاء بالمرء ليلة
ففي الله منجاة من الرعب والهول
ومهما شكت أوصال أرض من اللظى
فثغر السما يهمي على النجد والسهل
ومهما تمادى الغي في لي أذرع
فلا تستكن للعيش في مرتع الذل
ألم يأن للأطيار أن تحضن المنى
كورد به الأشواق يهفو إلى الطل
وتلقي لنا الأيام حلو ثمارها
وتزهو مآقيها بعود من الكحل
ولولا بصيص من ضياء تفاؤل
لتاهت بنا الأيام في دجنة الليل
أقول لمن لفت به كل حيرة
وضاقت به ما لا ينوء على حمل
تدثر بعزم إن ترم نيل سؤدد
ولا تكترث بالقيل من صاحب العذل
ولذ بالذي شق النواة لحكمة
ففي قربه درء من الحقد والغل
وسر في طريق المجد واحضن نجومه
وجالس حكيما يستقي فطنة العقل
عبيدة علاش 15/09/2021