شكوى الغريب
حملت حبك في قلبي وفي كبدي
حرائقا وجراحات بلا عدد
وغبت عني فهل مازلت تذكرني
يا دوح أحبابنا النائين في البلد ؟
بين وشوق وتذكار وأخيلة
وحرقة ونداءات بلا مدد
كأنني فيك ما غنيت منتشيا
على غصون الهوى كالطائر الغرد !
مازلت أخفي تباريحي وأكتمها
حتى من الهم (لم أسلم من الحسد) !
موزع الفكر مهموما ومكتئبا
وقد بحثت عن السلوى فلم أجد
يا دوحنا كيف حال الصحب في وطني
هل يذكرون فتى قد ضاق بالنكد ؟
قد غيبته النوى مازال مغتربا
يهيم بين ثنايا الحزن والكمد
حيران زاده من ويلاته وجع
أناخ في القلب والوجدان والجسد !
بالله يا غيمة مرت على عجل
حيي الأحبة ، حييهم إلى الأبد !
من عطرهم ، من شذا النسرين في بلدي
بعض الروائح تحيي فاقد السند
إني أموت اشتياقا فاحملي خبري
من قبل أن يعصف التذكار بالجلد !
أين الأحبة ، هل أحيا برفقتهم
يوما وأسعد والآمال طوع يدي ؟
أم غيبتني النوى عنهم فوا أسفي
ضاع الربيع الذي كم فاح في خلدي !
أضعته وأضعت العمر أجمعه
يوم اغتربت وطالت فسحة الأمد !
سقيا لأرض شذاها فاح في كبدي
فيها قضيت حياة السعد والرغد
تركتها وقضيت العمر مغتربا
عن الأحبة والأهلين والولد
يا رب عجل بعود كي أرى بلدي
لهفي على القلب كم يهفو إلى البلد !
أيرجع الطير للأفياء يملؤها
شدوا ، فمن زمن للدوح لم يعد ؟
أشواقه في مهب الريح ينشرها
وللخمائل يرنو حالما بغد !
البشير المشرقي