زَرَعْتُ قَلْبي – خالد شوملي
زَرَعْتُ قَلْبي في الْأَرْضِ كَالشَّجَرِ
فَهَلْ تَجودُ السَّماءُ بِالْمَطَرِ؟
وَحْدي أَنا الْآنَ في حَديقَتِهِ
فَإِنَّ مَنْ أَهْوى طالَ في السَّفَرِ
مَدَدْتُ أَغْصاني كَيْ أُظَلِّلَهُ
فَزادَ بُعْدًا
حَتّى اخْتَفى قَمَري
وَحْدي هُنا
لا وَرْدٌ يُسامِرُني
حَدَّثْتُ نَفْسي مِنْ شِدَّةِ الضَّجَرِ
أَقولُ صَبْرًا وَالرّوحُ في كَمَدٍ
فَمَنْ يُحِبَّ الْحَبيبَ يَنْتَظِرِ!
بَعْدَ شِتاءٍ يَعودُ بُلْبُلُهُ
فَالطَّيْرُ تَأْتي شَوْقًا إِلى الثَّمَرِ
تَحِنُّ أَغْصاني لِلنَّدى فَمَتى
يَجيءُ غَيْمُ الْغَرامِ بِالْخَبَرِ؟
لَوْ حَنَّ يَوْمًا
وَانْتابَهُ وَلَعٌ
تَدُلُّهُ أَشْعاري عَلى أَثَري
وَظَلَّ في قَلْبي فَهْوَ يَسْكُنُني
ما غابَتِ الذِّكْرَياتُ عَنْ بَصَري
نَسيمُ ذِكْراهُ دَغْدَغَتْ وَرَقي
نَسيمُهُ أَمْ عَزْفٌ عَلى الْوَتَرِ
تَسْبُقُهُ بِالْبُشْرى فَراشَتُهُ
يا غُصْنُ
جُدْ بِالزُّهورِ وَازْدَهِرِ
زُدْ بَهْجَةً
دَهْشَةً لِتُعْجِبَهُ
رُشَّ عَبيرًا مِنْ أَطْيَبِ الزَّهَرِ
وَكُنْ بَهِيًّا
فَإِنْ رَآكَ أَتى
وَظَلَّ يَرْنو لِأَجْمَلِ الصُّوَرِ
وَلا تُعاتِبْ مَنْ عادَ مِنْ سَفَرٍ
وَضُمَّهُ مِلْءَ قَلْبِكَ الْعَطِرِ
فَهْوَ الْوَحيدُ الَّذي لَهُ لَهَفي
أَعَزُّ عِنْدي مِنْ جُمْلَةِ الْبَشَرِ.
زَرَعْتُ قَلْبي – خالد شوملي
من ديوان نهر و ضفاف