زفة عريس
بيت حليمه الليله ما انطفت انواره, مهو بيت عريس وبيت العريس بيبقى مثل المناره بوسط البلد , وكل الحبايب بتلفي تاتهني وتبارك وبالفرحه تشارك
واليوم الحبايب بدهم يزفوا العزيز ابن حليمه بيقولوله ابن حليمه على قد ما حليمه شربت حسرات تاجابته واليوم بدها تزفه لعروسته وياااا محلااا زفة العريس ببلادنا ، وهو في ام بالدنيا بتزف عريسها مثل الفلسطينيه الاصيله بتزف عريسها لعروسته بالزغروته والورد والحنى، وحين الواجب بتزفه شهيد معطر بريحة المسك اللي بدمه ومخضب بتراب الارض ومتوج بغصن الزيتون لحورياته، وهاي حليمه اليوم بدها تزف العريس اللي اجا على عطش سنين سموها ام البنات وقالن جيبن بنات ولا تقعدن بطالات بقت الاصيله تضحك وتقول هذول الحبيبات اولهن شماته واخرهن حسد وجواتها نار وحسره تاتجيب الولد اللي يبقى لخواته عزوه وسند
ودارن النسوان تايجوزن حسين على الاصيله وهو يقول طول ما عزيزه على هالحصيره لا طويله ولا قصيره ، وقالوله يا حسين حط ملح على جرحك وتجوز لازمك ولد من صلبك يحرس الارض ويحمي العرض يا حسين يااا ويل اللي انتخى ورجال ماله يموت وبخاطره كيد العدا واحنا ا عدانا كثار وحسين تلف هالكلمه بخاطره وتدور وتنزل على القلب مثل النار وخاف حسين على ارضه تروح للغريب وعلى بناته ما يبقالهن من بعده حبيب فقال بباله سامحيني يا رفقية الدرب الظاهر انه اللي منه لاااا بد عنه وخللي اللي بالقلب بالقلب قالوا طلب و قالوا خطب قالوا جاب عروس عز الطلب امها ما بتجيب غير اولاد وقال طب الجره على ثمها بتطلع البنت لامها بكرا هالعروس بتعبي الدار عليك اولاد واجت الضره والثانيه وما اجا الفارس وقالن مسكين حسين على هالنصيب بكرا بيموت وبينقطع ذكره مثل الغريب ضل يللم خيول تاضيع هالاصيله بس الاصيله ما ضاعت ولا يأست من رحمة الله وبعد حسرة سنين حبلت حليمه واجا العزيز من الاصيله على يوم اربعينه ذبحوا الذبايح ووزعوا الهدايا على العمات والخالات وبنات الحموله وعند مقامات الاوليا والصالحين نذروا النذور تايضل العزيز بخير وعمره يطول وجدع شجرة الزيتون بيشهد سنين عمره لما بقت حليمه تعلم طول ابنها العزيز عليها بس تقعد بذراها وتكبر الزيتونه ويكبر العزيز معاها ومن خيرها وزيتها بنت عظامه ومن تراب ارضها بقت تخلط الزيت بالزعتر تايصير تراب الارض يمشي مع دمه بشريانه وكبر العزيز وقالوا صبرت حليمه ونالت هاظ العزيز من حسنه وجماله لا جابت مرا مثله ولا ايد طالت تعدوا من السما نازل ملاك ومرضي مع امه والخوات بدها تجوزه حليمه تاتفرح باولاده بدها اياه يعبي هالدار عليها اولاد صغار يحوسوا حواليها وبدها وبدها وبدها بس فلسطين كمان بدها فلسطين بدها رجال لما العدو يتعدى على الارض ما في غير شبابها تحميها واليوم العزيز وبعد ما حمموا شباب العيله وجهزوه عريس تايزفوه كان صوت الواجب بيناديه لما تعدوا مستوطنين على ارضه وهبوا الشباب تايدحروا العدو الغاصب عن الارض وهب العريس معاهم بكل حماس مثل الوحش يحمي العرض ومن بين كل الشباب الجندي المحتل صوب بارودته على العزيز بس شافه مثل الاسد بيدافع عن ارضه واطلق رصاصة غدر رصاصه ما بترحم ارقت العريس شهيد بيسبح بدمه وياااا ويلي على العريس ويا ويل امه وثاروا هالشباب وقاتلوا بكل شجاعه ودحروا العدو الجبان وحملوا الشهيد على الاكتاف تايزفوه لاعلى الجنان وصاحوا بالروح والدم نفديكي يا فلسطين حليمه عمنول سامعه صوت مناوشه وضرب رصاص وقلبها انقطع وراح منها وبتداري بدمعها من الناس جواتها بتقول قل اعوذ برب الناس من الوسواس الخناس وتضحك عحالها وتقول هذول اولاد عمه بيزفوه بالبارود ليش البارود يا ناس ليش مش قلنا بدناش طخ وبارود بعرس العزيز ما بدنا نسمع غير صوت الغناني والزغاريت يلا يا نسوان يلا غنن شو اللي جرالكن ليش انخرستن خللي صوت غنانينا اعلى من صوت البارود هاظ صوت البارود من اولاد الحموله اتخفننش منه بتقول ودموعها بتسيل على الخدين وفي بقلبها كللل خووف الدنيا على العزيز وحاسه انه مهجة قلبها مش بخير قالت غنن يلا غنن شدوا على المهرا وهاتولي بدلاته زفولي العزيز لحد خواته وارسلوا لاولاد عمه يجولوا بالخيول الحمر كان ليعبوله سبل عيونه ومد ايده يحنونه خصره رقيق بالمنديل يلفونه سبل عيونه ونادى يا حلو يا اسمر خصره رقيق وحزامه من ندى وزعتر وهي تغني وتسحج بس من غير وعيها سمعت صوت قريب من الدار بيقول لا اله الا الله والشهيد حبيب الله اتطلعت من الشباك هاظ الشهيد اللي مسجى على ايدين الشباب ابنها العزيز هي بتعرفه منيح هاظ هي بدلته اللي الصبح بخرتها هاظ هو هذول شعراته اللي حلقهن قبل شوي وسرحتهن بايديها هاظ هو كفه اللي حنته الليله اللي فاتت ورسمت عليه غصنين زيتون هاظ العزيز صاااحت بطول حسها لاااااا يمه يا حبيبي وركضت عليه شدت فيه وقالت اولاد عمك حمموك وجهزوك يمه تايزفوك عريس يمه مش شهيد انت بتعرف اني بقيت ناذره نذر اعملك عرس ما صار بكل الخليل مثله قوم شوف قوم قطفتلك كل وردات الدار ورشيت طريق الدار بالورد والحني يمه وقلت اليوم بدي افرح وانسى حسرات السنين يا حبيبي بدموع العين ربيتك يمه وكل شبر بنذر يا فرحة امك قوم شوف الدار مليانه ضيوف ورحب بمعازيمك اللي حضرو وصب القهوه الساده هو انا يمه باقيه اغلي بالقهوه عن روحك يا حبيبي قوم شوف كيف حالي بس شفتك بدمك كنت عارفه اني يوم ما طعميتك ترابها نذرتك الها يا حبيب امك شفت دمك يمه وين نزف تحت الزيتونه اللي قست عليها كل سنين عمرك هو دمك حن لاصله يمه مش خساره دمك في هالارض يمه هو منها ولا انت يا زينة الشباب خساره باللي خلقك روح يمه لعروستك بالجنه اني اودعتك يمه للي ما يخون الامانه والودايع وزعزتت حليمه وزغرتن خواته وبنات البلد كلها زغروته الشهيد اللي بتشبه ضحكته الحلوه اللي على شفافه اللي بتقول للعدو الغاصب لااا تفرح باقون ما بقيت نساء فلسطين تلد اطفالها رجال باقون ما بقيت الماجدات تودع ابناءها بالورد والزغاريد نحن باااقووون ما بقي شجر الزيتون ومن بعد ما ودعت حليمه عريسها رجعت على دارها بكل حزن وحسرات السنين ورجع حسين وحيد بس حلفوا عليهم انه دارهم دايماً مضويه بنور من السما وكانه العزيز فارد جناحيه فوقيها وصار اسمهم ام العريس وابو الشهيد وصارت بكل البلد زفة العرسان ما تطلع الا من دار حليمه وما يزف العرسان ويزغرتلهم الا حليمه مهي حليمه صارت بكل البلد ام لكل العرسان ومن يومها صارت دار حليمه دايما مضويه مثل المناره بالبلد ما تنطفي انوارها
اكرام اسطى