انهارنا / صبحي ياسين

بَــشـــرا تَــرانـــي أم أراكَ مـــلاكـــا
هــــذا يُــوَسِّــدُ لـلــمــرادِ وذاكـــــا

ظـنــي بـأنــي فـــي مـــداركَ تــابــعٌ
أيــفــرّ نــجــم أمـسـكـتـه يــداكـــا؟

نـادمـتُ نـهــرا فـــي الـدهــور مـخـلـداً
ونـصـبـتُ جــســرا يشـتـهـيـه مَــداكــا

لا تسـألـونـي عــــن سـمـيــري إنــــه
جــــرح تــــرى أعـمـاقــه عـيـنـاكـا

يـــا نـيــلُ هـــذا الـجــرحُ أنـــت دواؤه
لــكــنْ تـغـيــرَ عُــنــوَة مَـجْــراكــا

أم أنَّ دهـــــرا ألـهـبـتْــكَ ســيــاطُــه

وشــبــاةُ ســيــف غـاضـبــا أدمــاكــا

وأبٌ لِـهَـوِْلِــكَ قــــد تــهَــدّمَ أنــفـــه
مـَــن ذا يُــرمّــمُ عِــــزة إلاكـــــا

أفـديــكَ جـيــلا لـــو مَـلـكـتُ زمـامَــه
لأبُــــوْسَ خــــدكَ مَــــرّة أو فــاكـــا

يـــا طـيّــبَ الـوجـنـاتِ فـيــكَ مـــرارة
مـَـن ذا يـدانــي فـــي الـسـمـوِّ سـمـاكـا

أرنـــو إلـــى سـيـنـاءَ أســـألُ رمـلـهـا
عـــن سِـــرْب عـــزٍ ضيّـعَـتـه يـداكــا

(جالـوت)كـانـت حـيــن كــنــت مـحـلـقـا
فصـنـعـتَ جــيــلا يـهـتــدي بـسـنـاكـا

ورصـفــتَ دربــــا لـلـسـمـاء مُـمَـهّـدا
يـغـشـاه –عـمــروٌ- قـاصــدا مـَسـراكــا

(حـطـيـن)مـنـك صـهـيـلـهـا وهـديـلـهــا
سبـحـان مَــنْ صـــوب الـعــلا أجـراكــا

يـالــيــل (بـابــل)هــل (نبـوخـذ)مُـبـحِـرٌ
صـــوب الـجـنــوب تـحـثــه يـمـنـاكـا

فــي الـقـدس جــرحٌ مــا تــزال عـيـونـه
تــرنــو إلــيــك وتـشـتـهـي لـقـيـاكــا

أفـديــكَ عـمــري يـــا فـــراتُ وإنـمــا
مـَـن ذا يـبـايَـعُ فـــي الـهـمـوم سـواكــا

يـــا سـيــدي قـــد سـافــرتْ آهـاتـنــا
مـــن شـاطـئـيـك فـأطـلـقـتْ أســراكــا

-تـوراتـهـم – نـامــت عــلــى أعـنـاقـنـا
فـأتــاك يـبـكـي مـَــنْ ضُـحــىً أبـكـاكـا

شـتــان بـيــن سـطـورهــم وسـطـورنــا
هـيـهــات يُــرضِــي راهــبــا نُـسّـاكــا

لـلـبـوم والـغـربــانِ فــــي تـوراتـهــم

سِــفــرٌ يــــوازي لـيـلــة ً تـغـشـاكــا

يــا قــدسُ حسـبـي أنـنــي فـــي أمـــة
تـرعــى الـغـريـبَ وتـــزدري مــولاكــا

(بـــردى ) قـبــورُ الفـاتـحـيـن حـزيـنــة ٌ
وكــــأن مـنـهــا هـاتــفــا نــاداكـــا

إنْ جـــفَّ مـــاءٌ كـنــتَ أنـــت تـقــوده
فــــلأن نــــارا سَــعّــرتْ أحـشــاكــا

للـسـيـف فـــي يـمـنـاك طـبــعٌ خــالــدٌ
هــــلا ســألــتَ عــروبــة تـنـسـاكــا

هــي كـلـمـا كـسَــر الـزمــان ُجنـاحَـهـا
أبـــدا وحـيــدا فـــي الـنـضـال أراكـــا

بـــردى قـريــبٌ أنـــت مـــن خفقـاتـنـا
فـارفــعْ يمـيـنـَك واحـتـســب ْ يُـسـراكــا

تـأتـيـكَ مـِــن فـلــك الـغـيـوم سـحـابـةٌ
ثــــديٌ ســخــيٌ فـاعـتـصـرْ رَيّــاكــا

مـيـراثـنـا الأحــقــادُ نــزكــو نــارَهــا
مـَـــن ذا يـكـفــنُ ســاعــدا أضـنـاكــا

يـــا نـيــل وحـــدك تـحـتـوي تريـاقـهـا
فـاصــدعْ وصـــادرْ حـولـهــا أســلاكــا

لــو كــان مــاؤك فــي الـفـرات مَـسـيـرُه

لتهـيـبَـتْ مَــــس الــتــراب عِــداكــا

لــو كــان نفـطـكَ فـيـه عـقــلٌ مـبـصـرٌ
لتـوثـقـتْ فــــي الشـاطـئـيـن عُــراكــا

قــالــوا الــثــريُّ مُــرَفــهٌ ومُـنــعّــمٌ
قـلــتُ البـهـائـمُ فـــي الـفــلاة كــذاكــا

غُـلّـوه حـتــى لا يـــرى غـيــرَ الـثــرى
ودَعـُــوه تـحــت ضـروعـِهــا مُـسـتـاكـا

هــذا الـــذي ذبـــحَ الـحـضـارة عـنـدمـا
جـاءتــه تـسـعـى فـاشـتـهـى الـمـسـواكـا

قـالـوا الأمـيــرُ مـــع البـعـيـر مـسـافـرٌ
قـلــت ُالـحـضـارة أنـصـفــتْ مــولاكــا

فـهـنـا الـحُـفـاةُ مـــع الـعُــراة وسقـفُـهـم
صـــوْبَ الـسـمــاء يـعـانــقُ الأفــلاكــا

لا خـيــرَ فـيـمـن خـيــرُه مِـــن غـيــره
حــتــى يُـغـبِّــرَ سـاعـدَيــه ثــراكـــا

يـــا نـيــلُ أنـــت حـديـدُهـا وحـريـرُهـا

فـخــذِ الـزمــامَ فـقــد بـكــى أقـصـاكـا

يـــا نـيــلُ أنـــت نعيـمُـهـا وجحيـمُـهـا
سبـحـان مَــن سـيــف َ الـهــدى أعـطـاكـا

يـانـيــلُ أنــــت جمـيـعُـهـا وشتـيـتـُهـا
فاقـرأعـلـيـهـا واسـتــعـِـدْ مَــجــراكــا

هــــذي الـصـبـيـة ُ تشـتـهـيـكَ أبــــوَّةً
مَــــن ذا يُـقـبِّــلُ رأسَــهــا إلاكـــــا

Read more

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

يا نخلةً في مروج الريف تعرفني – هاجر عمر

يا نخلةً في مروج الريف تعرفني قولي لهم إنني أنأى عن المدنِ ففي شوارعها زيفٌ يلوذ به خوفٌ،وفي بحرها موجٌ من الفتنِ

%d bloggers like this: