المقال الأخير .. بقلم حنان القرعان

أكره النهايات كثيرا أو الأصح أخاف منها لكن كي أتغلب على خوفي كان لزاما علي أن أواجه ما أخاف منه ، لذلك أنا الآن أكتب لأعلن ان هذا آخر عهدي مع الكتابة وأساسا أنا لا أجيدها ، أنا مجرد قارئة ومتذوقة لما أقرأ من الأدب بأشكاله وبقية الكتب بأنواعها ..لكنني لست بكاتبة على الاطلاق ..

كنت قد أعددت مقالا عن الاعتذار وصفاته وطرقه وأشكاله وكنت على وشك نشره لتقرأوه الآن بدلا من هذا لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن ..

مقالي الأخير هذا يتضامن مع نهاية شهر شباط وكأن لاذار حكاية أخرى .. لا داعي الآن للسؤال عن سبب التوقف عن كتابة المقالات فالسبب التافه بالنسبة لكم قد يعني لغيركم الكثير .. ولسنا الان بصدد الكلام عن السبب اساسا لكننا وصلنا إلى النهاية ..

والان اود ان اقول شكرا للاستاذ عبدالرحمن الريماوي صاحب جريدة سقيفة المواسم الذي لفت قلمي انتباهه فمنحني زاوية خاصة اسبوعية وليس هذا فحسب بل شكرا له لأنه يسلط ضوءه على كل قلم جيد كما قلت له يوما فقال لا نسلط الضوء عليهم بل هي أسماء منيرة نحاول انارة الدروب بها .. فشكرا لك ولكل ما تقدمه ..

الشكر الاخر لكم احبتي لمن تابعني بشكل منتظم او غير منتظم ، سواء اعجبه قلمي أم لم يعجبه .. شكرا صادقا لمن كانوا وراء الكواليس ، لمن كان يساعدني بعنوان المقال او المقالة كما يقال ، لمن كان يعززني او يساندني ، أو بحاوره يلهمني لفكرة ما لأبحر فيها .. شكرا لكل من وثق بقدرتي .. لن انسى فضلكم .. لن انسى ، لن انسى .. شكرا لمن كان يقدم رأيه بصدق وصراحة مخالفا لما كتب او متوافقا معه .. وشكرا للقهوة الصديقة الصدوقة التي رافقتني طيلة كتابة المقالات باستثناء هذا المقال الاخير ..

نهاية ، قد نلتقي وقد لا نفعل .. لكن ما أدركه وما أميل له بأنه علينا أن نجتمع دوما او حتى نفترق بناء على الحرف لا صاحبه وعلينا ان نحكم دوما على النص بعيدا عن العلاقة التي تربطنا بكاتبه .. وان نبتعد واياكم عن عالم النفاق والمجاملات الادبية ..

عذرا منكم جميعا إن تسببت لأحد منكم بأي وجع أو ألم او حزن .. فكثيرا ما يحدث أن أقول ما لا اقصد وحتى ان قدمت اعتذاري فقد لا يُقبل لكني يا رفاق لا أملك عصا سحرية لأبين فيها نواياي الطيبة .. لذلك اقدم الاعتذار من الجميع على كل شي فهذا ما املكه .. وارجو للجميع السعادة والمحبة والسلام ..

#حنان_القرعان وداعا .. الخميس ٢٨/٢/٢٠١٩