القدس مبتدأ الكلام
القدسُ أولُ ما تناثرَ
من شعاعِ الشمسِ
فوق جباهِنا
وهي اختبارُ النارِ
في وضَحِ النهارْ
القدسُ بوصلةُ الهدايةِ للسماءْ
لغةُ الطفولةِ
والكهولةِ
حين ينتشرُ النداءْ
القدسُ تختصرُ العواصمَ كلّها
في لحظةٍ
وتسيّجُ الأقصى بنهرٍ من دماءْ
وهي احتفالُ الأرضِ بالناجين
من سُحُبِ الضلالِ
ومن كهوفِ الأشقياءْ
وهي الصباحُ
يعيدُ للطرقاتِ بهجَتَها
ويحملُها إلى الجدرانِ
ما لَبِثَ الزمانُ هنا
حروفاً من كتابِ الرعدِ
في صلواتها
وهي القصيدةُ وحدَها في المهرجانْ
القدسُ ما كتبَ الشهيدُ على الجدارْ
أو ما تراكمَ من غبارْ
أو ما تناسلَ في الشوارع
من دمارْ
القدسُ رايتُنا
إلى ما تحملُ الأيامُ
في غدها
من الأرضِ البوارْ
القدسُ نحن
وفي الطريقِ إلى منازلنا العتيقةِ
تحتوينا
بالندى والجلنارْ
فتقومُ من جنباتها العشرين
ألفُ قصيدةٍ
تمشي على دربِ النجاةِ
عليّةً كالبرقِ
مثقلةً بريحِ الأنبياءْ
القدسُ واقفةٌ على حدّ الدماءْ
القدسُ تكتبُ ما تشاءْ
وتعيدُ للتاريخ هيبَتَهُ
وتحتضنُ السماء
يا قدسُ وحدَكِ
في الشوارع
والمزارع
والدروبْ
يا قدسُ وحدَكِ
في سطورِ كتابنا الممتدّ
أبعدَ من غمامِ الصبحِ
أقربَ من حنايا الروح
في نبضِ القلوبْ
القدسُ سرّ الله في ملكوتِهِ
وطنٌ من التاريخ
تحملُهُ ذراعُ فتى شهيدٍ
يستجيرُ بنفسِهِ
القدسُ سورتُنا وصورتُنا
وعيدُ الأنبياءِ
وحمحماتُ الخيلِ
نقشُ القابضين على أعنّتِها
وسيفٌ لا ينامْ
القدسُ مبتدأُ الكلامْ
القدس مبتدأ الكلام – الاستاذ هشام عودة