أمّي…وهل يكفي مقالٌ أو حتّى كتابٌ لتدوين كلّ ما يمكن أن يقال عنكِ وأنتِ مَن علّمتنا ،أخواتي وأنا، كيف نمشي في دروبِ الحياةِ مرفوعاتِ الرؤوس ، منتصبات القامة ، وألّا نخضعَ إلّا للحقّ والحقيقة؟؟
كم مرّةً ضعنا في لُجّةِ الحياة المضطربة ، فكنتِ أنتِ المنارة تنيرين بابتسامتِكِ المشرقةِ سبيلَنا إلى ميناءِ الهدوء وبرِّ الأمان؟! كم مرّةً رافقَتْنا صلواتُكِ وأبعدَتْ عنّا كلَّ شرٍّ وبلاء؟
كم مرّةً جُدْتِ بنفسكِ من أجل أن نشعرَ بالسّعادةِ والطمأنينة؟ وكم حرمْتِ نفسَكِ من مباهجِ الحياة لتوفّري لنا الحياةَ الرّغيدة والعيشةَ اللّائقة ؟
ما همَّكِ يومًا شقاء ، ولا أثناكِ ألمٌ عن أداء واجباتِكِ العائليّة بل كنتِ دائمًا زهرةً فوّاحةً بالحبّ والحنان ، ولو قُدّرَ لحنانكِ هذا أن يكونَ نهرًا لَرَوى العالمَ بأسره بعذوبتِه.
ما أعظمكِ يا أمّي وما أروعكِ! إنّ مكانتَكِ محفوظةٌ في نفوسِنا ،وجهودَكِ مُقدَّرةٌ في قلوبِنا ، وتعليماتِكِ محفورةٌ في أذهانِنا ، فقد كنتِ وما زلتِ الملجأ الذي يحمينا من لفحِ الكوارث ومن مصائب الأيّام ، وتلك الشّجرة الحُبلى بأروع ثمار الفضائل من حبٍّ وتضحية ، عطاءٍ وعطفٍ وحنان …
حقًّا …إنّكِ أسمى مخلوقات الله ، وتلك الرّسولة التي أوصتْنا بها السّماء ودعَتْنا إلى تكريمكِ وإجلالكِ. أمام تضحياتكِ ننحني …
دلال حدّاد
في ٢٠١٩/٣/١٦
في ٢٠١٩/٣/١٦