أراجعُ نفسي لأرى غيري – بقلم حنان القرعان
عبدالرحمن ريماوي
14 يناير، 2019
حنان
347 Views
نتوقفُ كثيرا عند الكلمات التي تقال لنا لكن هل كل ما يقال يستحق أن نتوقف عنده ؟ وهل كل من نعرفهم يستحقون نظرة تأمل لهم أو لكلماتهم ؟! بعض الأشخاص لا نعرف عنهم الكثير لكننا بيننا وبين أنفسنا ندرك أننا نعرف عنهم ما لا يعرفه المعظم !! نحن فقط من نستطيع تمييز كلماتهم وتعاملهم ، ندرك مما يغضبون بل ندرك كل ما لا يقولون لأن معرفتنا بكلماتهم غير مرتبطة بلقاء أو مكالمة هاتفية .. بل صمتهم لقاء وحروفهم المكتوبة هي نبرات صوت صادقة لا يمكن نكرانها .. ولكي نعرفهم أكثر وأكثر ، فتعاملنا معهم مختلف .. لا نقترب منهم كثيرا ولا نسألهم كثيرا .. بل ننظر لأنفسنا فنجدهم ، نراجع كلماتنا لنقرأ كلماتهم التي لم يكتبوها ، نتمعن في صورنا فنراهم .. هم من لا نستطيع أن نرفض لهم طلبا .. الموضوع ليس حبا لهم ، وليست مشاعر ود حقيقية فحسب .. بل مكانة صادقة لهم لم تُمنح عبثا ولم يسكنوها صدفة بل هم يستحقون ما لم يستحقه غيرهم .. فالقليل منهم كثير .. والكثير في حقهم قليل . نتوقف عندهم كثيرا ونحاول دوما أن نعرفهم أكثر فنجد أن الطريقة المثلى لمعرفتهم هي مراجعة ذواتنا .. فهم الصدى لكلماتنا والزفير لشهيقنا وإن كنا المد فهم الجزر وإن زارتنا موجة الضعف فهم القوة .. وإن لامستنا نسمة اليأس فهم الأمل .. نجدهم محفزين لنا وداعمين ، بل سببا لتواجدنا ولكتابتنا فإن كنا المقال هم العنوان ، وإن كنا البداية فهم النهاية .. وإن كنا صدر البيت فهم عجزه .. يحدث أن نقرأ ذاتنا من خلال الاخر وأن نتعرف على تصرفاتنا بانعكاس تصرفات الاخر لنا ، لكن ان نعرف الاخر من خلالنا وان نرى الاخر بمراجعة ذاتنا وكلماتنا وتصرفاتنا فهذا أمر رغم جماله الا انه غريب جدا ولا يمكننا استخدامه الا مع من نرى فيهم ما لا نراه في غيرهم .
#حنان_القرعان
الخميس 10/1/2019
Like this:
Like Loading...
Related