أحوال مقطوع الرأس – محمد زينو شومان

أحوال مقطوع الرأس

سأعود ثانيةََ أصافحكم وفي عينيّ
ألغازٌ سأرجئها إلى ما بعد موتي
وسأعتذرْ
إن لم تروا رأسي على جسدي
(يقول محمدٌ في بعض سيرته بأنّ الرأسَ…
ثمّة جملةٌ منخورةٌ عبث البلى بحروفها عبث الجُرَذْ)
لا تسخروا منّي.. ألم تتصوّروا من قبلُ
مخلوقاََ عجيب الشكلِ مثلي؟
هكذا سترونني في السوقِ،
أو في مجلس الحَجّاجِ،
أو في صالة الأفراحِ،
أو في مجمع الخلّانِ،
أو في مختبرْ
رفقاََ إذا ما مسّكم ريبٌ فرأسي
لم يكُ الرأس المدبّرَ بين ( إخوان الصفاء)..
أو العداءْ
ما جئت أنعى قسمتي من هذه الدنيا
ولكنْ كيف لم يُصلح نعالَ الحظّ
إسكافُ المدينةِ؟!
كيف أخرجني بلا ذنبٍ؟
سأجمع ما تساقط من عراجين الخصاصةِ
قد تكون مؤونتي عند اشتداد الجوعِ
في حرب الفناءْ
فيم التشاؤمُ؟.. ها هي الأيام مطحنةٌ معطّلةٌ
أحاول رفعها عنّي قبيل الاختناقْ
أألوم جهلي؟ سقطتي من كوكب المرّيخِ،
أو من كوكب الكوميديا فشججتُ يافوخي؟
طموحاتي الرديئةَ؟
حيرتي؟ خجلي؟
ممرّ البؤس والثورات في التاريخِ؟
قتلى الجبّ؟
أحلامي التي هرمت قبيل أوانها فهوتْ
وأدركها مصابُ الأندلسْ؟
الأرض جاثمةٌ على صدري بما حملتْ
فمن أين النّفَسْ؟
سأعود مضطرّاََ
أمرّ بغاسل الموتى.. أأقبض في خزانتهِ
على أفلاذ روحٍ صالحهْ؟!
لا تسألوني.. ربما آثرت،بعد تناسل الآثامِ،
تمحيص التجارب من جديدْ
قد جئتكم متخفّفاََ من شطريَ الأعلى
نزعتُ الرأس ليس فضيلةً منّي
وليس عجيبةً تُبكي وتُضحكُ..
راجعوا النصّ الهجين ألم أتبْ؟
وأعاقب الجسد الذي قد شذّ عن حدّ الخيالْ؟
دعكم من التلبيس والإعجازِ
هل أهذي؟.. اعذروني ليس لي رأس على بدنٍ
ولا بدن على رأسٍ
سأعلن توبتي قدّام نفسي لا أحيد ولا أزيدْ
أيُخيفكم طيشي إذا عربدتُ؟
كم صبراََ ذبحت بمُديتي كي أُسكت الخنّاسَ
في صدري!
أطمئنكم لقد بُترت يداي ولا دراية لي
بأحوال الزّنادْ
وقد انتبذتُ قصيدتي
وحجبتُ عن ذرّيتي (صندوق باندورا) اللعينْ
ناموا هنيئاََ واستحمّوا واستجمّوا
قد دخلتُ القبرَ مشتملاََ بأسمالِ الكفنْ

زفتا في2022/5/4
محمد زينو شومان