يَمّمْ فؤادكَ شطرَ من نزفوا دَما
واشرحْ صدورَ الثاكلينَ على الملا
طمئنْ جِنينَ علا أقمارُها رتبا
نورٌ تجلّى نحو اللهِ فاكتملا
يا أمَّنا الأرضُ ضمّينا إليكِ ندى
لا تحرفي الماءَ دمعًا رَوِّنا أمَلا
جودي علينا بموالٍ يُؤَنسِنُنا
لكي نواسي دمعَ الوردِ إن هطلا
من يَجبُرِ النّايَ إن شُلّت أناملُنا
وأُلجِمَ الريحُ في أنفاسِنا وَسَلا
من يشرحُ الماءَ لمّا سربلَ المعنى
ما بين نهرٍ وبحرٍ ظامِئًا خجِلا
هذي جنينُ وكأسُ الفقدِ مترعةٌ
دمعٌ بِدَمٍّ في عينِ العِدا أسَلة
مُخيّمُ الصبرِ يا سرٌّ لمعجزةٍ
كم عزّه الدّهرُ لمّا اختارهم رُسلا
إن أوغِلَ الطعنُ في صدر الفتى جعلا
في الصدر صخرًا لا قلبٌ له بدلا
لا تُعجِزُ الذّئبُ أسْدًا نالها نصَبٌ
تبقى الأسودُ أسودًا والذّئابُ فلا
يَمّمْ فؤادكَ شطرَ من نزفوا دَما – سماح خليفة