يا واثِقَاً بعَدالَةِ الأَيَّام – بلقيس : إكرام الجنابي

يا واثقاً بعَدالَةِ الأَيَّامِ

أَقْصِرْ فإِنَّكّ في حَديثٍ دامِ

انْظُرْ بعَيْنِ مُراقِبٍ مُتَفَحِّصٍ

ما أَحْدَثَتْهُ قَسْاوةُ الأَعْوامِ

مُذْ عَهْدِ آدمَ والحياةُ مليئَةٌ

بالقَتْلِ والإِقْصاءِ والإِجْرامِ

مُذْ أَشْرَقَتْ شَمْسٌ على أِرْجائِها

وتَناسَلَتْ في عُمْرِها المُترامي

وهْيَ البلا بظَلامِها وشُرُورِها

والقَتْلُ فيها سَيِّدُ الأَحْكامِ

عَمَّتْ مَفاسِدُها الوِهادَ ولَمْ تَكُنْ

إِلَّا أَداة َ قَطِيعَةٍ وخِصامِ

اللهُ جلَّ جلالُهُ سُبْحانِهُ

خَلَقَ الدُّنى لمَحَبَّةٍ ووِئام

وأَحاطَها برعايةٍ وعِنايةٍ

في مُنْتَهى الإِنْعامِ والإِكْرامِ

لكنَّ مَنْ أُعْطي الأَمانةَ خانَها

ومضى بَعيداً في طريقٍ دامِ

رَهَنَ الحياة َ لطَبْعِهِ ومِزاجِهِ

مُتَباعِداً عَنْ شِرْعَةٍ ونِظامِ

وأَدارَها بحَماقَةٍ وجَهالَةٍ

جَرَّتْ مآسٍ كُلها وطَوام ِ

لَمْ يَسْلَمِ الرَّهْطُ النَّبيلُ مِنَ الأَذى

وعَدَتْ عليهِ قَسْاوَةُ الأَقْوامِ

ولنا مِنَ السِّفْرِ اللئيمِ شَواهِدٌ

ودلائلٌ تَسْمُو عَنِ الإِتْهامِ

حَكَمَتْ به زُمَرُ الضَّلالَةِ والعَمى

بسياسةِ التَّجْهيلِ والإِرْغامِ

ولَكَمْ طَغَتْ وتَغَوَّلَتْ وتَفَرْعَنَتْ

في غاية الإِيذاءِ والإِيلامِ

واسْتَهْدَفَتْ قِيَمَ السَّماءِ وأَهْلَها

مِنْ طاهِرِ الأَصْلابِ والأَرْحامِ

كَمْ مِنْ نبيٍّ وهْوَ مَحْضُ طَهارَةٍ

ونقاوَةٍ عَنْ سائِرِ الآنامِ

جَرَّتْ عليه نَوازِلاً وكَوارِثاً

لَم يَحْتَويها مُعْجَمِ الآلامِ

موسى وعيسى والنبيُّ مَحْمَّدٌ

وعَداهُمُ مِنْ سامِقٍ بمقامِ

جَرعُوا كؤوسَ القَهْرِ دُونَ جِنايةٍ

مِنْ مَعْشَرِ الأَشْباهِ والأَقْزامِ

لكنَّهُ ثَمْنُ الصَّلاحِ ومَهْرُهُ

يــَا واثقـاً بعَدالَةِ الأَيَّــامِ ٠٠٠


للمزيد عن الشاعرة

عن عبدالرحمن ريماوي

شاهد أيضاً

نصير الريماوي

كانت لأم الجميع – نصير الريماوي

كانت لأم الجميع شعر: نصير أحمد الريماوي في خاطري قصة دعني هنا، أرويها لكم وفي النفس غُصَّة غايتها فضح من أجرموا كلهم أنجاس وخسة كنّا نجوب الجبال مرةً كانت وديعة* وهذا اسمها ترعى الغنم

%d مدونون معجبون بهذه: